كيف تفسر حالة الإكتئاب ما بعد الولادة؟

1 إجابات
profile/دانية-رائد
دانية رائد
باحث في العلوم الإنسانية في Freelance (٢٠١٧-حالياً)
.
٢١ ديسمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
         أرجعني السؤال بضع سنوات إلى الخلف، وذكرني بحال قريبتي بعد ولادة طفلها. عند ذهابنا لزيارتها، بدى عليها علامات الحزن واليأس، وانتفاخ عينيها دل على بكائها الشديد، لقد بدت مُشوَّشة ومضطربة ومتعبة -ليس فقط جسديًا بل ونفسيًا أيضًا-. شعرت أنها متوترة من طفلها؛ كأنها خائفة منه، لم تكن نظراتها له نظرات حب وحنان، حتى عند بكاء صغيرها لم تتسارع لحمله وتهدئته، واضطرت جدته لفعل ذلك. إن تصرفات قريبتي ذكرتني بأعراض إكتئاب ما بعد الولادة

         إن معظم الأمهات يعانين بعد الولادة من الكآبة النفاسية التي تستمر لبضعة أيام ولا تزيد عن الأسبوعين، لكن في بعض الحالات يصبن الأمهات بحالة ذات أعراض أكثر شدة ولمدة أطول وهي إكتئاب ما بعد الولادة؛ وتصاب به 1 من كل 10 أمهات بعد الولادة، وتظهر أعراضها في غضون الأسابيع الأولى، وقد تظهر الأعراض على الأم قبل الولادة أو حتى بعدها بعام كامل!

      وفي بعض الحالات النادرة نسبتها 1 من كل 1000 أم، تصاب الأم بذهان ما بعد الولادة؛ وهي أشد من إكتئاب ما بعد الولادة وأعراضه أكثر حدة، إذ تشعر الام بالاضطراب والهلوسة وقد يصل بها الامر للانتحار أو إيذاء صغيرها، ويجب عرضها على الطبيب بأسرع مدة ممكنة.

      لكن ما أسباب إكتئاب ما بعد الولادة؟. لا يوجد سبب واحد مؤكد ينسب إليه إكتئاب ما بعد الولادة، لكن يمكن تصنيف الأسباب إلى سببين رئيسين

      1 – الهرمونات

        إن هرموني الإستروجين والبروجيسترون ينخفضان بشكل حاد بعد الولادة؛ من بعد ارتفاع نسبتهما لعشرة أضعاف أثناء الحمل، وتحتاج النسب مدة 3 أيام لتعود كما كانت قبل الحمل. وانخفاض بعض الهرمونات الأخرى التي تفرزها الغدة الدرقية يؤدي إلى الشعور بالإكتئاب والركود والتعب.

      2 – المشكلات النفسية

         أ – قلة النوم

             من الطبيعي أن يتغير جدول نوم الأم من بعد ولادتها، وتقل ساعات النوم التي تحصل عليها؛ مما يجعلها مرهقة وغير قادرة على التعامل مع أبسط المشاكل اليومية.

        ب – تغير الصورة الذاتية

             إذ أن تغير هوية الأم  وشعورها بأنها أصبحت أقل جاذبية، وأن حياتها خارجة عن السيطرة كلها أمور تساهم في إصابة الأمهات بإكتئاب ما بعد الولادة.

        إن إصابة الأم بالإكتئاب من قبل حدوث الحمل، وعمر الأم الصغير أثناء الحمل، والحمل غير المرغوب به، والمشاكل الزوجية، وقلة الدعم النفسي جميعها أمور تجعل الأم أكثر عرضة للإصابة بإكتئاب ما بعد الولادة.

        يمكن معالجة إكتئاب ما بعد الولادة بأن لا تشعر الأم بالخجل من الأمر وتطلب المساعدة من القريبين منها وطبيبها النفسي ،وتحافظ على نظام حياة صحي، ولا تتوقع من نفسها توقعات عالية خارجة عن قدرتها ، وأن تجعل شريك حياتها يشاركها بالعناية بالطفل للتخفيف من الضغط الواقع عليها. وفي حال عدم الشعور بالتحسن أو إظهار أي مضاعفات أو تحول الحالة لذهان ما بعد الولادة؛ يجب مراجعة الطبيب في أسرع وقت ممكن لإتخاذ الإجراءات اللازمة من العلاج النفسي ووصف الأدوية المناسبة.

 

المراجع:

  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 8 شخص بتأييد الإجابة