هل توّد حضور عرضٍ ساحر؟ هل توّد رؤية مجموعة من الألوان المُبهرة التي تتمازج وتتمايل لتعكس منظرًا جماليًّا لا يُنسى؟ هل توّد أن ترى كيف تتلاقى الشمس والرض في ظاهرة تنثر عبقًا من الألوان المبهرة. اعلم أنّ هذه الظاهرة الخلّابة تمتد للعديد من الكواكب. فإذا رغبت أن تزيد المتعة والإثارة سنمضي برحلةٍ إلى كوكب الزُّهرة، أو المريخ، أوالمشتري، أو زحل، أوأورانوس، أونبتون لنرى الشفق القطبي ذو الجمال الأخّاذ.
لديك مجموعة من الخيارات المتنوعة لترى أشكالًا لا مثيل لها. منها:
* الشفق القطبي الشريطي: حيث يكون في هذه الحالة على شكل أقواس وشرائط متوازية طويلة تمتد في السماء بشكل يشبه الستائرحيث تكسو السماء بأشعتها ذات الألوان الخلّابة، وهي سريعة التشتت والتغيّر. وعند بداية ظهوره تنبثق في السماء ثنايا ضوئية منفصلة لتبدأ بالتطابق والتجمع مع بعضها البعض وبالتالي يتكون ما يعرف بالحزم الضوئية وتقوم الأخيرة بدورها في خلق إشعاعات ذات لونٍ وردي.
*الشفق نشر: ويعد هذا الشكل البصري الأكثر توهجاً، ويعتبر الأقرب إلى حدود الرؤية، ويمتاز بمرافقة حدوثه لسحب مقمرة، وكما يتيح إمكانية مشاهدة النجوم كاملةً في وقت ذروة الشفق.
* الشفق المنتشر: ويتكوّن هذا النوع من الشفق بوجود بقع كثيرة تكون درجة سطوعها شبه عادية.
هذا التدفق من الجمال، يتكوّن نتيجة تصادمات بين الجسيمات الغازية (على الأرض تتصادم جسيمات الأكسجين والنيتروجين التي تشكل الغلاف الجوي) مع الجسيمات المشحونة من بروتونات وإلكترونات والتي تنطلق من الغلاف الجوي الشمسي. تنتقل خطوط المجال المغناطيسي الكروي والمرئي للأرض من القطب المغناطيسي الشمالي للأرض إلى قطبها الجنوبي المغناطيسي. وحينما تصل الجسيمات المشحونة إلى المجال المغاطيسي، فإنها تنحرف لينتج عنها (صدمة قوسية) bow shock، وسميت كذلك بسبب شكلها الظاهر حول الأرض.
إنّ التنوّع اللوني للشفق القطبي ناجم عن نوع الجسيمات الغازية. فينتج اللون الأخضر المصفر الشاحب عبر جزيئات الأكسجين التي تقع على بعد 60 ميلًا فوق الأرض. بينما يتم إنتاج الشفق الناري الأحمر بالكامل بواسطة الأكسجين على ارتفاعات شاهقة، حوالي 200 ميل. أما جزيئات النيتروجين فتُصدر أضواء الشفق الزرقاء أو الحمراء الأرجوانية.
والآن قد تتساءل، ما هو المكان الأفضل لمشاهدة هذه الظاهرة على الأرض؟
هنا عليك الاتجاه أقرب ما يكون للقطبين المغناطيسين للأرض. فيمكنك التوجه إلى الأجزاء الشمالية الغربية من كندا، ولا سيما في يوكون ونونافوت (Nunavut) والأراضي الشمالية الغربية الكندية وألاسكا. كما يمكن مشاهدتها فوق الطرف الجنوبي من غرينلاند وأيسلندا والساحل الشمالي للنرويج وعلى الشاطئ الشمالي لسيبيريا. أما الشفق الجنوبي فلا يتم رصده في كثير من الأحيان لأنه يتركز في مناطق غير مأهولة: أنتاركتيكا وجنوب المحيط الهندي. كما أنّ المناطق التي لا تخضع “للتلوث الضوئي” هي أفضل الأماكن لمشاهدة الأضواء. المجمعات السكنية الصغيرة في الشمال هي الأفضل. تمتد أضواء الشفق القطبي عمومًا من ارتفاع 80 كيلومترًا (50 ميلًا) إلى ارتفاع 640 كيلومترًا (400 ميل) فوق سطح الأرض.
وأنصحك أن تنسّق زيارتك في فصل الشتاء باتجاه الشمال لمشاهدة الأضواء. فساعات الليل الطويل والسماء الصافية توفران العديد من الفرص الجيدة لمشاهدة الشفق. عادةً ما يكون أفضل وقت هو منتصف الليل المحلي عندما تكون السماء صافيةً. وتصل ذروة هذه الظاهرة كل سنة، فلا تُضِع هذه الفرصة عليك، ولتكُن أول المغامرين المتطلعّين والمنطلقين لتتبّع ظاهرة الشفق القطبي الساحرة.
المراجع: