الزحف العمراني من المشاكل العالمية، والتي تظهر بوضوح في الدول النامية حيث يتم فيها تحويل المناطق الريفية إلى مدن كبيرة تشهد كثافة سكانية عالية، ويكون ذلك على حساب الأراضي الزراعية؛ مما يؤدي إلى تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري؛ لزيادة انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون والغازات الضارة بالغلاف الجوي.
ومن المعلوم أن غازات الدفيئة (Greenhouse Gases) تنتج بشكل كبير من الأنشطة البشرية كحرق الوقود الأحفوري، وتعمل هذه الغازات على امتصاص الأشعة ذات الأطوال الموجية الطويلة (الأشعة تحت الحمراء) وحبسها في الطبقات السفلية للغلاف الجوي في حين تسمح للأشعة ذات الأطوال الموجية القصيرة (الأشعة فوق البنفسجية) بالوصول إلى الأرض.
ومما أعتقد أنك تودّ معرفته هو كيفية تأثير ظاهرة الزحف العمراني على مشكلة الاحتباس الحراري، ويتمثّل ذلك بما يلي:
· تتسبّب ظاهرة الزحف العمراني في القضاء على الأراضي الزراعية والغطاء النباتي؛ لزيادة المناطق التي يتم البناء فيها؛ مما يؤدي إلى زيادة التصحر.
· تؤدي ظاهرة الزحف العمراني إلى زيادة تلوث الهواء والإخلال بالنظام البيئي نتيجة زيادة السيارات ووسائل النقل.
وهنا تجدر الإشارة إلى أسباب الزحف العمراني، وهي كما يلي:
- ارتفاع معدّل المواليد وتناقص معدّل الوفيات؛ مما أدى إلى زيادة النمو السكاني، وبالتالي زيادة مساحة المدن على حساب الأراضي الزراعية.
- ظاهرة التحضّر حيث تركّز بسببها تواجد السكان في المدن؛ مما أدى إلى اتساع رقعة المدن.
- زيادة معدلات الهجرة، وقد كانت الحروب سببا رئيسيا في ذلك.
- التخطيط غير السليم للمدن.
- تطور الأنشطة الاقتصادية إلى أدى إلى هجرة الأيدي العاملة من الريف إلى المدينة؛ لإيجاد فرص العمل.
- إنشاء المصانع والمنشآت وشق الطرق.
ولا بدّ من الإشارة إلى مجموعة من الحلول التي من شأنها الحدّ من ظاهرة الزحف العمراني، وهي على النحو التالي:
· بناء البيوت في المناطق غير الصالحة للزراعة وليس على الأراضي الخصبة.
· بناء البيوت بشكل عمودي وليس أفقي؛ وذلك بهدف تقليل المساحة المستخدمة في البناء.
· إقامة مباني متعدّدة الأدوار بدلا من المباني ذات الدور الواحد.
· الاهتمام بالأراضي الزراعية، وتشجيع العمل بالزراعة.
· تقليل الرخص المعطاة للبناء على الأراضي الزراعية.
· توعية المواطنين بأضرار ظاهرة الزحف العمراني وأثرها البالغ على حياتهم.
62 مشاهدة
