كيف ترى أن الصديق شديد الصراحة هو الأفضل من غيره؟

      أؤمن بلا أدنى شك أن جميعنا نملك ذاك الصديق أو القريب شديد الصراحة، والذي دائمًا ما تؤمن من أنه يقول الحقيقة من أجلك، ولأجل أن تكون أفضل. لا للتقليل منك أو هز ثقتك بنفسك أو ما شابه. ربما يزعجك الأمر في بعض الأحيان، وربما تشعر أن بحاجة للابتعاد عن هذا الصديق ظنًا منك أن فظ، وأنه يقلل من شأنك. لكن ستشعر بالنقص حقًا إن فقدته، فنحن لا نحتاج للمجاملات طوال الوقت، بل نبحث عن الحقيقة التي تعتبر الشيء الوحيد الذي يساعدنا في التطوير من ذواتنا.

     هنالك العديد من الأسباب التي تجعلك تؤمن إيمانًا صادقًا أن الصديق الصريح -مهما بدت صراحته قاسية- هي أفضل من الأصدقاء المجاملين وغيرهم من مَن لا يهتمون لأمرك بشكلٍ كافي.

     السبب الأول هو أن صديقك سيلجأ دائمًا لإخبارك بالحقيقة بلا زيادة أو نقصان. لربما ستتعرض للكثير من المواقف التي سترفض فيها للاستماع للحقيقة لصعوبتها أو قسوتها، لكن صديقك لن يضعك بموقف يجعلك بعيدًا عن الحق؛ بل سيخبرك بما يجب عليك أن تسمعه ليس ما تريد سماعه. إن مشاعرك أمر مهم لدى صديقك بالطبع، لكن مصلحتك في نظره أمر أهم من ذلك بكثير. فهو يعرف أن تتأذى لسماع الحقيقة لساعات أفضل من صدمة الواقع لسنوات طويلة.

     السبب الثاني هو واقع أن هذا الشخص سيكون دائمًا قريب، وسيظل إلى جانبك مهما حدث بعكس الآخرين. الشخص الصريح هو شخص واضح لا يحتاج للتظاهر بأنه شخص مقرب، لذا عندما يخبرك أنه يقف إلى جانبك هو بالفعل يقف إلى جانبك، وسيكون موجودًا كلما احتجت لذلك. وعند تعبيره عن مشاعره لن يكون هناك أي سبب لأن تشكك في ذلك.

     السبب الثالث أنه دائمًا ما يريد لك الأفضل، ويسعى أن تكون في كل يوم شخصًا أفضل مما كنت عليه في اليوم السابق. بالطبع فإننا نواجه جميعًا صعوبة في اخبار شخصًا آخر عن خطأ ارتكبه، أو تقصير في عمل ما. إلا أن الصديق الصريح لن يخفي ذلك، وسيخبرك لأنه يعلم أن هذا في صالحك بالطبع، ولن يهتم للشكليات التي لن تفعل إلا أن تزيد الأمر سوءًا. ستلاحظ مع الوقت أنك ستتغير، وأنك ستصبح تبحث عن الصواب بشكل أساسي، وكذلك ستجد الإيجابية وقد ملأت حياتك.

     السبب الرابع هو أن الصديق الصريح لا يخجل أو يخشى من الاعتذار كلما أخطأ، بل هو دائمًا ما يسارع لتوضيح الأمور والاعتذار عندما يجد نفسه وقد أخطأ. إن شخصًا كذلك لا يتردد باخبار الآخرين أنهم مخطئون، لذا لا يواجه أي مشكلة مع الاعتراف بذلك عندما يكون هو الشخص المتسبب بالخطأ.

     أما السبب الأخير فهو أن الصديق هذا لن يسمح لأي أحد أو شيء أن يسبب لك أي أذى، فهو شخص حريص على نفسه وعلى أصدقائه، ويفعل كل ما يحتاجه الأمر ليحافظ عليهم، وعلى سلامتهم، ومصلحتهم بالطبع.