سأجيبك عن هذا السؤال كوني امرأة، وأعتقد أن معظم النساء سيوافقنني الرأي في إجابتي هذه... فنحن النساء لا ننسى الرجل الحنون الذي يحتوينا ويكون رجلاً لنا لا علينا... لكنني استغربت مرة عندما سألنا المستمعين في الإذاعة التي كنت أعمل بها عن الصفات الأساسية في الرجل، وكانت إجابات بعض النساء أن الرجل يجب أن يكون قاسياً، وألا يضحك كثيراً وأن تهابه أسرته، وقد وافقنها في الرأي عدد من النساء!... وعندما حللنا الإجابات وجدنا أن النساء المستضعفات واللاتي لم يعرفن في حياتهن غير هذه الفئة من الرجال هن اللاتي أجبن بهذه الطريقة لأن لديهن صورة نمطية تصور الرجل في أذهانهن بأنه يجب أن يستعرض عضلاته على المرأة بالضرب أو الإهانة، كما يعود هذا أيضاً ربما لما تربت عليه تلك النساء، وعندما ناقشناهن بذلك وعرضنا عليهن نماذج أخرى من الرجال أمثال أبو حاتم في مسلسل باب الحارة، الذي له 7 بنات ويعاملهن جميعهن كأميرات، ولكنه في نفس الوقت حازم ويمتلك جميع الصفات الإيجابية التي تتوفر في أفضل الرجال، غيرن رأيهن!
هذه الحلقة بالذات جعلتني أفكر بواقع النساء وكيف تختلف طريقة تفكيرهن وتتأثر باختلاف البيئة والقدوة والصورة النمطية الموجودة في عقولهن عن الرجال، لكن... مهما اختلفت الآراء نجتمع نحن النساء على حاجاتنا الأساسية التي نريد من الرجل أن يشبعها لنا وهي: الاحترام والاحتواء والحماية.
فاحترامك للمرأة يعني أن تحترمها وتحترم اختلافها وشخصيتها سواء لو كنتما لوحدكما أو أمام الناس، وأن تحترم احتياجاتها وتقلباتها المزاجية، وأن تحترم قراراتها وآراءها، وأن تحترم أهلها وأصدقاءها. فكيف تريد منها أن تحبك وأنت لا تحترمها؛ فالاحترام هو متطلب أساسي للحب! احترم اختلافها ولا تطلب منها أن تكون كالممثلة الفلانية في شكلها، أو كابنة خالتها في تصرفاتها، أو كأمك في طريقة إعدادها للطعام! احترمها كما هي ولا تطلب منها أن تغير شيئاًَ فيها، وإن وجدت أن فيها صفة سلبية فحثها على التغيير دون أن تتفوه بكلمة تؤلمها، كن ذكياً!
واحتواؤك لها يعني أن تضمها بقلبك قبل أن تضمها بذراعيك؛ فتقبلها كما هي، وتستمع إليها باهتمام، وتغفر لها ذلاتها الصغيرة، وإن أردت انتقادها فانتقدها بلطف. ولا شك أنك عندما تعبر لها عن حبك بالأقوال والأفعال، وعندما تهتم بتفاصيلها فهذا أيضاً يعني أنك تحتويها، وتقدر أنوثتها. (سأضحكك علي قليلاً... عندما كنت صغيرة كنت أحب منظر الزوجين عندما يكون الزوج ضخماً وطويلاً وتكون الزوجة نحيفة وقصيرة فيضمها وتختفي بين ذراعيه، وأشعر أنه يحتويها بالكامل!😁)
أخيراً... احمها من نفسك؛ فلا تقسو عليها، وكذلك من نفسها فلا تسمح لها أن تستسلم للحظات ضعفها أو يأسها، واحمها كذلك من الناس؛ فكن سندها ودعمها الذي لا يسمح لأحد بالإساءة لها ولو بنظرة.
يمكن أن أختصر لك كلامي هذا بأن تعاملها كجوهرة ثمينة وفريدة... تمسكها بلطف، فلا تشد عليها كثيراً فتخدشها ولا ترخي يديك عنها فتسقطها.