موضوع المشاعر معقد نوعاً ما، فلا أحد يستطيع أن يكشف عن باطن أحدهم ومعرفة ما يشعر به حقاً، أنا أؤمن جداً بالظواهر وتناسبها مع الوقائع اي ان ما اشعر به يتماشى مع ما افعله واقوم به من سلوكات، لذلك عندما نرى شخصاً يصف نفسه بالطيبة لكنه يؤذي من حوله سأعرف على الفور أن هناك تناقض بين ما يقول ويفعل ، ومثل هذا مشاعر الحب اذا كانت الافعال تتماشى مع الاقوال والافكار فهذا يعني انه صادق بما يقول ولا يحمل مشاعر ولا يوجد هناك أسباب لتجعلك تعتقد أن هذا الطرف يكابر ن ولنفرض أنه ممثل عبقري ويمتلك القدرة على إخفاء التناقض وأنه يخفي مشاعره بهذه البراعة (مع ان هذه نادر الحدوث) كيف لك بعد كل هذا أن تعلمي حقيقة ما يشعر ؟!
أخبرتك أنني أؤمن بتوافق السلوك مع ما يقوله الشخص في المقدمة، وأنا أؤمن أيضاً بأن الحياة أقصر من أن استهلك جهدي وتفكيري على امر يمكن ان ينتهي بمجرد ان يكون الشخص الاخر صريحاً، فالحياة متعبة بما فيه الكفاية ولا تحتاج جهداً مضاعفاً آخر وإذا اردنا ان نختص شعور الحب دوناً عن غيره بالإخفاء والمكابرة فالخسارة والألام ستكون للطرف الذي يكابر وليس لك، يعني انت لا تعلم ما يكنه الطرف الاخر لك وتفترض وجوده او ربما انتفاءه، في كلتا الحالتين الموضوع لن يترك هذا الموضوع ذلك الأثر الكبير عليك في حالك ابتعادك او سفرك او ارتباطك بشخص اخر لأنك من البداية تضع له احتمال 50% - 50% ، لكن الشخص الاخر اذا كان متيقناً من شعوره ويخفيه لسبب ما سيكون شعوره بالألم أو الخسارة اكبر في حال ذهابك لسبب ما.
خلاصة الحديث أن الشخص لا يعلم بالغيب وله بالظاهر أكثر من الباطن، وفي حال لم يكن هناك اي اشارات مختلطة لا يمكنك الجزم والتأكد من هذه المشاعر إلا في حالة إفصاح صاحبها عنها فقط.