عامل ابنك على أنه السيد الطفل
قرأت للتو مقولة تربوية تقول على أنه يجب على الأب معاملة طفله بالسيد، ومعنى هذا أنه يجب على الأب احترام طفله وتقديره ومعرفة أن لهذا الطفل حياته وشخصيته ومشاعره الخاصة وأن هذا الطفل الصغير الذي يلهو ويلعب من حولنا ستكون كل تصرفاتنا تاريخ بالنسبة له، فلنصنع ماضٍ وذكريات جميلة للسيد الطفل ليكون له مستقبل واعد.
الأب المعنف،
لم يكن العنف يوماً ليحل مشكلة ما مهما كبرت أو صغرت على العكس فإن العنف دائماً ما تكون له آثار مدمرة مقلقة تؤجج المشاكل وتقطع خيوط الحل لأي مشكلة،
أما الأبوة فالأصل فيها الرحمة، وعندما يكون الأب عنيفاً مع أطفاله فإنه سيكون هنالك شرخ عظيم في العلاقة بينهم، ومفسدة مهلكة للتربية تنعكس على الطفل بأخلاقه وتصرفاته وتعنيفه لغيره وتنشئة جيل معقد نفسياً.
ويعتبر العنف من أبشع الصفات التي من الممكن أن توجد في طبع الإنسان ومما يزيد الأمر بشاعة هو أن يكون العنف موجه من الأب على أطفاله.
وللتعامل مع هذه الأزمة أنصحك بما يلي:
المواجهة، مواجهة الأب من قبل الأم أو الأبناء الكبار أو الأناس الذي يسمع من كلامهم الأب مثل الجد أو الجدة.
فمواجهة الأب بأن هذا التصرف مدمر للطفل وغير لائق دينياً وأخلاقياً وتربوياً.
ومن الضروري اختيار المكان والزمان المناسبين للتحدث مع الأب، والحديث بأسلوب هادئ مؤثر بعيداً عن التصعيد العشوائي للأمور.
ومن الضروري معرفة آلية تفكير الأب في مثل هذا الموضوع حيث أن بعض الآباء يعتبر هذا الموضوع أسلوب تربية ولا مجال للنقاش فيه.
إذا كان نمط تفكير الأب على هذه الشاملة فإن الأمر يحتاج إلى بذل المزيد من الجهد والتأني في تغير أسلوب تربية هذا الأب.
وإذا كان التعنيف مرتبط بالتربية فيجب المبادرة من الجميع لحل الموضوع خارج إطار العنف حتى يتسنى للأب مراجعة أسلوبه في تربية أبنائه.
من الضروري أيضاً عدم معاملة الأب بالندية وخلق الخصومة والعداوة، نعم ذكرت المواجهة لكن ليس ما أقصده هو مواجهة في حلبة مصارعة بالطبع لا،
إنما المقصد هو المصارحة بالمرفق باللين وإن الإنسان ليحصل على ما يريده بالمرفق أكثر وأفضل مما يحصله بالشدة، وما كان الرفق واللين في أمر إلا أصبح جميلاً سلساً.
ولا بأس من إظهار الحب للأب وتميزه وتقديم الهدايا له ليشعر أن الأمور بحاجة إلى تعديل بسلوكه أولا ليعتدل سلوك أبناءه، فمن إظهار الحب نستعين على دفع العنف والأذى.
هذا ويجب التعامل مع الأطفال بنوع من الرعاية التامة وتأمين حياة وتربية صحيحة لهم وإذا لزم الأمر طلب النصح من استشاري في أمور الأسرة للمزيد من الرعاية الصحية للطفل حتى لا يكون تأثير هذا الأمر عليه بالغاً.
ولنعلم جميعاً أن التعامل بعنف مع الأبناء من أحد الأمور التي تجعلنا نخسر أبنائنا إلى الأبد حيث أن هروبهم من العائلة المعنفة لن يلقي بهم إلا في بيئية عنيفة تصفعهم في حياتهم صفعة تتلو صفعة حتى يكون ضياعهم مؤسفاً مؤلماً ويصعب تداركه.