يمكن أن تكون بعض النباتات سامة إذا أكلتها، ويمكن أن يكون ضرر بعضها يشمل حتى لمسها، وقد تكون جميع أجزاء النبتة سامة وقد يكون جزء دون الآخر، ويمكن أن يتراوح خطرها من تهيج خفيف إلى مرض شديد وقد يوصل إلى الموت!
في الواقع سؤالك كان يراودني كثيراً، خاصة عندما نطهو الخبيزة أو العكوب أو نأكل الخرفيش أو البسباس أو غيرها من الأعشاب والنباتات البرية، فلماذا هذا النوع كان مفيد ويمكن أكله وغيرها لا يمكن أكله وربما يكون سام وضار؟ وكذلك كما أنت قلت إذا كنت في مكان ما في الطبيعة ولا يوجد معي خبير كيف لي التمييز بين النبات الضار وغير الضار؟
في الواقع هناك بعض العلامات التي تشير إلى سمية النبتة، يمكنك ملاحظتها بالنظر، مثل: وجود العصارة الحليبية في النبتة، إذا كانت أوراق النبتة لامعة بشكل طبيعي، وإذا احتوت على التوت الأصفر أو الأبيض وإذا كانت النبتة على شكل مظلة، فإذا لاحظت واحدة على الأقل من هذه العلامات فإن هذا يدل على أن هذه النبتة سامة.
كما تكون النبتة سامة إذا كانت أوراقها على شكل قلب أو ذات أسنان رفيعة، ومنها تكون مدببة عند نهاياتها، أو ذات شعر كثيف. كذلك انتبه أن أشهر النباتات السامة كاللبلاب السام والبلوط السام لا تكون أوراقها منفردة وإنما تكون في الواقع ثلاث وريقات لكل منها سيقانها القصيرة، تنمو من ساق الورقة الرئيسي، بالتالي إذا لاحظت هذا الشكل لورقة النبتة ابتعد عنها!
يقول Townesmith: "غالبية النباتات في بيئتك صالحة للأكل لكن قد لا يكون طعمها جيدًا أو أنها تقدم لك الكثير من السعرات الحرارية"، لذلك عليك أن تكون انتقائياً في اختيارها، فمثلاً لا تنخدع بالنباتات المورقة التي تبدو كأنها أكلة مألوفة، فتبدو الكثير من النباتات البرية مثل البقدونس، مثل الشوكران وهو النبات الذي قتل الفيلسوف اليوناني سقراط.
كما يوصي الخبراء بتمييز النبات الصالح للأكل من خلال الرائحة، فمثلاً تنمو كميات كبيرة من البصل البري في الغابات في جميع أنحاء العالم، وهي تعتبر مصدرًا رائعًا للغذاء. لكن احرص على أنه إذا كان شكل هذا النبات كالبصل ولكن رائحتها لا تشبه رائحة البصل، فابتعد عنها ولا تأكلها!
والعكس صحيح، فمثلاً إذا شممت رائحة اللوز لكن لم ترى أمامك نبات يشبه اللوز فتجنبه، لأن ذلك قد يكون علامة على نبتة السيانيد السام.
رغم وجود بعض العلامات الدالة على سمية بعض النباتات إلا أنه يكون من الصعب تحديدها تماماً، لذلك دائماً ينصح بأخذ خلفية كافية عن أنواع النباتات السامة وأخذ تغذية راجعة عن خصائصها وأشكالها ومحاولة حفظها بالذاكرة حتى إذا دعت الحاجة لها تستطيع تذكرها وتقي نفسك منها.