الاختلاف لا يفسد للود قضية أو بطريقة أجمل اختلاف العطور لا يفسد للود قضية
من الرائع أن يكون لديك صديق لديه أفكار مختلفة عن أفكارك، لكن قد لا تستمر هذه الروعة إذا لم تكن لديكم مهارات تحويل الاختلاف إلى وفاق فكري يضفي على صداقتكم نكهة المحبة والألفة،
إن كانت الأمثال قد علمتنا أن الاختلافات لا تفسد الود،
فإن العلوم والفيزياء والكيمياء لها وجهة نظر عميقة في صلب هذا الموضوع،
فالاختلاف في العلوم التطبيقية يولد تجاذب،
إذا كان صديقك مهتماً بالعلوم ستكون هذه الفكرة جذابة للغاية لتمديد الطريق إلى دوام حالة الود بينكم حتى مع اختلاف الأفكار لديكم،
نعم افترض له أنك قطب موجب وأنه قطب سالب، وأن التيار الكهربائي والمجال المغناطيسي الذي سينتج من تولد الأفكار المختلفة لديكم سيقوم بتوسيع مدى الرؤية وتجفيف منابع التعصب للرأي وتقبل رأي الآخر.
هل لديك طريقة أخرى؟
نعم، إن لم تنجح الطريقة الأولى سأترك لك هذه الطريقة أيضاً،
لقد خلقنا الله عز وجل مختلفين في الأفكار والمشاعر والغايات والمساعي، وهذا الأمر لم يكن عبثاً عند خلق الإنسان،
حيث يقول الله تعالى في محكم كتابه:
اختلاف الشعوب والقبائل والعادات والتقاليد والأشخاص ما هو إلا وسيلة للتعارف والتعارف يقود إلى التنمية الإنسانية وتراكم المعرفة ينتج العلم وبالتالي سريان تيار هائل من المعرفة سببها الاختلاف،
الآن سوف أعرض عليك أنواع الاختلاف وماهيتها وأنت وحدك من سيقرر في كيفية التعامل مع صديقك المختلف معه،
الاختلاف الحيادي، وهو اختلاف قد لا نشعر به أحياناً كثيرة وغالباً ما يكون في أنماط حياة وتقاليد أصبح متعارف عليها.
الاختلاف المحمود، ويكون بالتنافس الشريف النزيه الذي يجعل الطرفين يتنافسون وينجحوا في أمور مختلفة.
الاختلاف المكروه، ويكون فيه اختلاف عظيم في الأهواء والمطامع والمصالح.
اختلاف طبيعي، وهو اختلاف أصله نقص المعلومات والأدلة بين طرفيه ويتم تجاوزه بعد الحصول على تلك المعلومات من مصدر موثوق.
من الملاحظ أن غالبية أنواع الاختلاف نتعايش معها ونتقبلها كبشر طبيعيين ولكن الاختلاف المكروه يتوجب علينا الحذر منه والحرص منه لأنه اختلاف مبني على اختلاف المصالح والأهواء والمطامع فكن حذراً إن كان هذا نوع الاختلاف بينكما واكتب رسالتك بناء على هذه الأنواع.
واعلم أن مساحات التنوع والاختلاف كثيرة جدا في حياتنا فيجب علينا أن نسعى لتقبل هذا التنوع ولتكن دائماً قاعدتك ماذا لو كان هذا الرأي رأيي أنا،
ولتحرص أن يكون في رسالتك لصديقك نوع من الأدب نسميه أدب الاختلاف.
العلاقات مع الآخرين يا صديقي هي مثل المبنى تماماً مبنية على أساس مشترك لجميع الطوابق والشقق وهذا الأساس هو أن نعلم حقاً أننا مختلفين،
فنجد أن التؤام يعيشون تسعة أشهر معاً ويولد كلاً منهم بشخصية مختلفة مع أنهم قد يكونون متماثلين بالشكل لكن تختلف أذواقهم وشخصياتهم وطباعهم.
وفي ختام الإجابة أنصحك أن تختم رسالتك أيضاً في فنون يتوجب أن يعلمها جميع المخالفين
فن التقبل وفن التغافل، فنون تعينك على إدارة الخلاف بوفاق وإبقاء للود كما ترغب أنت تماما،
وتذكر أنّك لن تستطيع فرض رأيك أو اختلافك على اختلافات الآخرين وأن هذا الأمر قد ذكر في القرآن الكريم في آيات كثيرة منها،
"لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ"
"لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ"
"إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ"
ومن المقولات الشهيرة في الاختلاف والتي قد تساعدك على كتابة رسالتك اذكر لك هذه المقولات:
إن الاختلاف هو الأصل في يقظة الوعي وتجدد الفكر وتطور الحياة.
أقبل الاختلاف عنك، ولكن اختلافي عنك لا يعني اختلافي معك.
الصمت أفضل من النقاش مع شخص تدرك جيداً أنه سيتخذ من الاختلاف معك حرباً، لا محاولة فهم.
الاختلاف في العطر، لا يفسد للود قضية.
ليس من العجيب أن يختلف الناس في ميولهم وأذواقهم ولكن بالأحرى العجب أن يتخاصموا من أجل هذا الاختلاف.