كذلك والدي حيث كان يرفض تماماً أي نشاط خارجي لا علاقة له بالدراسة ويصفه بأنه غير مهم ولا داعي له، ومهما حاولت أن أقنعه لم نكن نرى الموضوع من نفس الزاوية لذلك اضطررت إلى الوصول إلى حل وسط يساعدني في القيام بالأعمال التطوعية وتطوير نفسي، وفي ذات الوقت أكسب رضاه وأحافظ على علاقتنا خالية من المشاكل والخلافات، وما قمت بعمله هو ما يلي:
- استغل وقت تواجدي في الجامعة وأقوم بأي نشاط أرغب به في تلك الفترة مثل العمل التطوعي في المبادرات أو الدورات التي كانت تطرح في عمادة شؤون الطلبة وكل هذا ضمن ساعات دوامي وبهذا لا يكون هناك أي داعٍ لأن أشاركه ذلك، وفي نفس الوقت لم أتعدى وقت تواجدي في المنزل.
- اللجوء إلى الورشات والدورات المعتمدة والتي تقام إلكترونياً عن بعد، هناك العديد من المواقع مثل موقع
إدراك الذي يطرح دورات مجانية لتطوير المهارات وأيضاً المواقع الخاصة التي تطلب مبالغاً رمزية وكل هذا عن بعد ولن تضطري إلى مغادرة المنزل والدخول في سين وجيم والتي غالباً ما تنتهي بخلاف.
- الاستعانة بأحد أفراد العائلة الذين تثقين بهم، وهم محل ثقة لدى والدكِ أيضاً والذين يمكنهم مرافقتك إلى نشاط معين أو ورشة تدريبية وهذا سيجعله مطمئناً أن لا مكروه قد يحدث معك وأن هناك من سيبقى بجانبك في حال حدوث أي طارئ لا سمح الله.
- المسايرة والقبول بالرفض في بعض الأحيان والنقاش في أحيان أخرى، لكن من المؤكد أن هذه النقاشات لم تنتهي جميعها بالموافقة لذلك كوني على استعداد للتنازل في مرات عديدة وعدم الإصرار في كل مرة حتى لا يظن أنك كثيرة الطلبات، إن قال نعم كان بها وإن قال لا أيضاً سايريه، والهدف من ذلك هو أن تذكريه بكل المرات التي قال بها لا وأنت لم تجادلي وتستخدمي هذا عندما تريدين أمراً بشدة حتى يلين ويوافق.
ربما تنجح معك جميع هذه الطرق وربما ينجح بعضها فقط، في جميع الأحوال يبقى رضا الوالدين السبب الأول في التوفيق وأن من يترك شيئاً مرضاة لله يعوضه الله خيراً، لذلك لا تحزني على ما يذهب وكوني على يقين دائم أن الأفضل قادم .