عندما نقول تحفظ فغالبًا ما يكون التحفظ من باب الدين والشرع ومن باب العادات والتقاليد, ويمكن إقناع الأهل في مثل هذا الأمر بإقناعهم من منطلق شريعه وبيان وجهة نظر الشرع في هذا الأمر وبيان وجهة نظر المجتمع في الأمر أيضًا ونبين ذلك:
يمكن أن تبين لهم بأن ما تقوم به من فعل ليس مخالف للشرع وتبين وجهة نظر الشرع في هذا الأمر, حيث أجاز الدين الإسلامي للمسلم الزواج من المحصنات من أهل الكتاب لقولة تعالى: { اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من الموؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم}.
كما لابد أن توضح بأن زواجك من امرأة من أهل الكتاب لاخوف فيه على دينك وعلى دين الأولاد, وهنا يمكن بيان الأخلاق التي تتحلى بها الفتاة المسيحيه التي ترغب بالزواج بها, وأن ما تتحلى به من اخلاق محل ثقه.
ويمكن بيان وجهة نظر المجتمع من خلال المقومات التي يقوم عليها المجتمع ككل فمن ضمن المقومات التي يقوم عليها المجتمع تقبل الإختلاف, ومن خلال تقبل المجتمع الإختلاف الكبير والعيش مع الديانات المختلفه فهذا يعني أن المجتمع يتقبل فكرة الزواج من دين مختلف ما دام لا يتعارض مع التقاليد والعادات ولا يخالف الشرع وليس بالأمر الخطأ الجالب للعار أو للرذيلة, هذا لا يمنع وجود نوع من الإستغراب والرفض الأولي للأمر إلا أن المجتمع ككل يتقبل الفكره بما أنه لا تحمل الخطأ أو معارضه الأمر المتعارف عليه.
وبعد بيان رأي الشرع ورأي المجتمع يمكن بيان وجهة نظرك ونظرتك للأمر وبيان بأن ما تقدم عليه من أمر صادر عن شعور معين ورؤيه محدده وإقتناع معين, فالزواج أمر مرتبط بالشخص نفسه أولًا من ثم البيئه المحيطة به.
ومن وجهة نظر شخصيه أرى أن إقناع الأهل قائم على الحوار المتضمن بيان الرأي ومحاورة الرأي الأخر, فالزواج أمر شخصي يتعلق بمن سيعيش هذه الحياة, واختلاف وجهات النظر مع الأهل لا يعني الرفض وإنما يعني عدم التقبل المبدأي إلا أن اعطاء البراهين والدلائل وتوضيح الجانب الإجابي من الزواج بمسيحة وبيان قدر الثقه والمسؤوليه في هذا الزواج من جانبك أولًا ومن جانب الفتاة المسحية ثانيًا, سيعمل على تقبل الأهل الفكرة لاحقًا, الأمر المهم هنا أن تتوفر المصداقية والثقه بينك وبين الأهل والوضوح والصراحة حول حيثيات الأمر ككل, مما يسمح للطرف الأخر تقبل ما تظهره من رغبه وتفهم الأمر.
المصدر:
aliftaa.jo/دار الإفتاء الأردني.
26 مشاهدة
