اعلمي أن التواصل مع الطفل وإن كنت أم غير عاملة لن يكون تواصل فعال في كل وقت وحين وإنما الأمر يعتمد على كيفية ونوع التواصل مع الأطفال ومن الأمور التي يمكن أن تقومي بها لتعويض الطفل عن غيابك عنه بسبب العمل:
تخصيص وقت للتواصل المباشر بشكل يومي مع الطفل؛ وجود الأشغال والأعمال الخاصة بك لا تمنعك من إيجاد وقت خلال اليوم لتواصل مع الأطفال، حاولي أن يكون هذا الوقت يتناسب مع ما لديك من قدرات جسدية بحيث تكون قد أخذت قسط كافي من الراحة حتى تتمكني من التواصل مع الأطفال بطريقة طبيعية بعيدًا عن التوتر والتعب والغضب فكلما زاد الشهور بالإجهاد كلما كان الإنسان فاقد القدرة على التحكم بعقله وتفكيره وأعصابه وكلما زادت ردود الأفعال الغاضبة والعصبية وهذا الأمر لا نريده في فترة التواصل مع الأطفال، فالطفل بحاجة لأن يشعر بالحب والأمن والحنان خاصة وأنك كأم بعيدة عنه طوال اليوم. راعي ما لدى الأطفال من حاجات بحيث لا تجعلي فترة التواصل في فترة شعورهم بالنعاس ورغبتهم بالنوم لأن التواصل حينها سيكون بلا أي تركيز وفائدة. حاولي أن تطوري روتين تواصل يومي بينك وبين الأطفال بشكل غير مباشر عن طريق ترك ملاحظات مختلفة أما فيها عبارات دعم أو حب أو توجيه، بحيث تدعم التواصل المباشر بينكم.
طوري مماراسات مشتركة يومية بينك وبين الأطفال تساهم في زيادة نسبة التواصل فيما بينكم،فمثلا يمكن أن يكون هنالك جدول يومي يحدد فيه مَن مِن الأطفال يمكن أن يقدم المساعدة خلال تحضير الغداء ومن يقدم المساعدة في توضيب سفرة الأكل، ومن منهم قادر على تقديم المساعدة أثناء تنظيف الأطباق، أو من منهم سيقرأ قصة قصيرة في فترة المساء، هذه الفترات والتي تكون فيها المماراسات مشتركة تساعد الطفل على أن يشعر بالحب والانتماء والقدرة على التواصل وأنه غير فاقد للحاجة لتواجده معك بفترات كبيره حيث تساعدية كأم وعن طريق هذه الممارسات على الشعور بالثقة بالنفس وتقدير الذات والاعتماد على النفس، ويصبح الوقت الذي يقضيه معك لشعوره بالحب والصداقة ولطلب الدعم، وليش لشعوره بالاتكالية أو لأنه غير قادر على التصرف بأمور حياته بشكل مستقل.
عبري عن مشاعر الحب، قضاء الوقت مع الطفل لا يعني فقط تلبية الحاجات النفسي والاجتماعية والمعرفية وإنما يشمل أيضا الجوانب الانفعالية العاطفية، التعبير عن الحب للطفل يساهم في إشعار الطفل بالأمن والاستقرار، ويساعد على أن يرى الطفل ما له من أهمية بالنسبة لك كأم، حاولي وقدر الإمكان أن تعبري عن مشاعر الحب والاحترام والتقدير للطفل. فهذا من ضمن الطرق التي تعوضي فيها الطفل عن وقتك الغائب عنه.
عززي ما لدى الطفل من سلوكيات إيجابية وقدري ما يقوم به من جهد خاصة في حال إتمام المهام وانت غير متواجدة، ما تقديمه للطفل من تقدير واحترام وتعزيز يشعر الطفل بان القوت الذي يقضيه بعيدًا عنك له أيضا فائدة كما الوقت الذي تكونين فيه قريبه منهم وبالتالي أنت تعطي الطفل هنا قيمة للوقت وأنك وعلى الرغم من بعدك فيه إلا أنك تقدرين هذا الوقت وهو ذو فائدة بالنسبة لك أيضا لأنه يحقق نمو سليم وإنجازات من قبل الأبناء أو الطفل.
نظمي جدول يومي يتضمن نشاط من اختيار طفل من الأطفال؛ هذه الأمر يساعد كل طفل وفي أيام مختلفة على أن يعبروا عن أنفسهم بطريقة جيدة وصحية مما يحقق وجود وقت ذو جودة بالنسبة للأطفال يحقق التطور النفسي والمعرفي والعاطفي والنفسي والاجتماعي الذي يطمح له الأهل وبطريقة غير مباشرة، وهذه الفترات تشعر الأطفال بالحب والقيمة والاهتمام بقدر كبير.
لا تكوني ام جامدة واسمحي للضحك والمرح أن يتواجد في العلاقة بينكم اسمحي للأطفال بان يروك في مختلف حالاتك، قد يكون العمل سبب في أن يجهل الأطفال ما لديك من طبائع وصفات وبالتالي حاولي أن تكوني على طبيعتك وقدر المستطاع مع الأبناء حتى يشعروا بأنك شخص مألوف بالنسبة لهم وحتى لا تخلقي الحواجز بينك وبينهم فإمضاء الوقت معهم بطريقة مسلية وفيها المرح أهم بكثير من إمضاء الوقت للتوجية فقط لأن التوجيه بطريقة جامدة قد لا يكون له الأثر مثلما يكون بطريقة في حب ومرح ومرونة.
استغلي العطل الرسمية لممارسة الأنشطة المشتركة مع الأبناء مثل تناول وجبة الغداء في الخارج أو المشاركة في مشاهدة فلم سينمائي مخصص للأطفال أو التواجد في إحدى مراكز الترفيه والتي يوافر فيها مجموع من الألعاب بمختلف أنواعها وأشكالها، هذا الوقت والذي يتخلله الفرح والحب سبب في إشعار الأطفال بقربك منهم على الرغم من وجود أوقات العمل الكثيرة خلال الأسبوع.