كيف أعود نفسي على فضيلة الإعتماد على النفس بعد أن كنت مدللاً لفترة طويلة؟

يقول المثل الشعبي: "الدوام يثقب الرخام"، ما دمت على السكة الصحيحة والاتجاه الأصح لا تتردد في تعويد النفس على الصبر والثبات على المستجدات الحالية فبعد العزوبية أصبح الفرد عائلة وبعد الشباب أخذت التجاعيد حقها وبعد أن كنا مدللين أصبحنا نحن من ندلل، التعود على الحياة الجديدة تتطلب صبراً وعلماً وحكمة.

الدلال شيء جميل ولكن البقاء على حال واحد محال فدوام الحال من المحال، أوصيكم أخوتي ونفسي تعويد النفس على الصبر والثبات على كلمة الحق وطاعة الله ورسوله الكريم فالصبر على شهوات الدنيا وهمومها هو التطعيم ضد ما سميتموه دلالاً، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «اخشوشنوا فإن الحضارة لا تدوم». فلهذا وجب على الإنسان تعويد نفسه على المسؤولية والاعتماد على النفس منذ الصغر وكذلك اختبارها على قساوة الحياة وضرورة التعامل مع متغيرات هذا الزمان من الأحزان والآلام فبعد الهدوء تأتي العاصفة وبعد النهار يأتي الليل وبعد البرق يقصف الرعد وبعد الشباب يأتي المشيب وبعد الدلال تأتي المسؤولية، وبعد الحياة يأتي الموت وبعد الموت حساب وبعد الحساب جزاء أو عقاب.
 
اللهم نرجو لطفك يارب العالمين، اللهم اجرنا مع زمرة خير الانام سيدنا محمد افضل أمام ، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين. 

قم بعمل أمورك الصغيرة بنفسك وستجد أن الأمور الكبيرة تقوم بعملها بنفسك تلقائيًا 

أضع لنفسي جدول في بعض الواجبات البسيطة وأبدأ في تنفيذه وأقيّم نفسي من خلال المهام التي قمت بها وتدريجياً الأعمال البسيطة ستتحول لمهام مهمة ومن هنا سيبدأ إحساسي بأني شخص ناجح ومسؤول.

انا اتكلم من وحي تجربتي الخاصة, حيث كنت طفلاً مدللاً لا ترد طلباته المتكررة, بل وتعتبر طلباته اوامر مطاعة, الا ان ذلك سرعان ما انتهى بوفاة والدي الإثنين, فتعلمت الإعتماد على النفس في كل شيء, الا ان مبدأ الإعتماد على النفس لم يتحقق عندي الا بعد مرارة اليتم الذي ادين له بما حققته من نجاح في حياتي من خلال الإعتماد على نفسي في اعالة نفسي والتخطيط للخطوات القادمة, غير اني اريد ان اطرح فكرة ضرورة تعليم الوالدين ابنائهم الإعتماد على النفس منذ الصغر, وليس من خلال انتظار مصيبة تحل على الأسرة تكون سبباً في ذلك, حيث يجب على الأباء والأمهات تعليم الأبناء الإعتماد على النفس بشتى الوسائل لما في ذلك من فائدة لنجاحهم في مستقبلهم, ومن غرائب ما قرأت ان الملياردير الأمريكي بيل غيتس لا يعطي ابناءه مصروف جيب للمدرسة الا القدر اليسير كسائر طلاب المدرسة, اما الممثل الصيني المشهور جاكي شان, فيفكر في عدم توريث ابنه المليارات التي جمعها من التمثيل, وذلك من اجل ان يقوم ابنه بالإعتماد على نفسه ليكون ناجحاً في المستقبل.

الخروج من دائرة مدلل لأنها كلمة أعتبرها مثل الطفيليات😁