يحدث الصقيع عادة بعد تهاطل الثلوج ويليها سطوع الشمس، فتنخفض درجات الحرارة بشكل كبير. وطالما أن درجة الحرارة تنخفض تحت الصفر مئوية، فإن بعض النباتات تتضرر لعدم دراية الأشخاص بطريقة التعامل مع هذه النباتات للحفاظ عليها في ظل هذه الظروف القاسية، فتجمد العصارات الموجودة في النباتات يؤدي الى تلف أنسجتها لأن الماء كما نعلم عندما يتجمد، يزداد حجمه فيمزق اوعية النباتات.
يمتلك البعض نباتات من أصول استوائية، منها المكاك والفياكس والمجنونة وأنواع الصباريات والعصاريات وكذلك الحمضيات و الدورانتا والداتورا والحلفا والكولونيا جميعها نباتات تتأثر بانخفاض درجات الحرارة، وقد تؤذى بسبب الصقيع، و لحمايتها علينا اتخاذ بعض الإجراءات، ففي المساحات الكبيرة مثل المزارع، يقوم المزارعين بحرق الكاوشوك أو جفت الزيتون بهدف التدفئة، و في حال وجود خطوط ري طويلة داخل المزرعة، نقوم بفتح صنبور المياه المغذي لهذه الخطوط حتى تظل المياه جارية في الأنابيب فلا يحصل التجمد.
أما في الحدائق المتوسطة والصغيرة، فالحل الأمثل هو في تغطية النباتات، فتغطية النبات تجعلها تحافظ على بعض دفئها فلا تتضرر ولا تتلف أوراقها، ويفضل الابتعاد عن استخدام مادة النايلون في التغطية، لأنه في غياب اشعة الشمس، يقوم النايلون بتدفئة النباتات، لكن هناك أيام معينة في الشتاء، تسطع فيها الشمس، وفي ايام أخرى تراها تغيب، والشمس بوجود النايلون قد يسبب احتراق أوراق النباتات، مما يؤدي الى أن نخسر النبتة، ولكن إذا اضطررنا لاستعمال النايلون، يفضل عمل ثقوب فيه ، أما الحل البديل والأمثل هو استخدام مادة الجيوتكستايل، وهو مادة قماشية خفيفة الوزن يستعملها المزارعين للحماية من الإصابات في البيوت البلاستيكية و لحماية النباتات من الحشرات أيضا، تسمح للنباتات بالتنفس وتسمح للضوء بالمرور الى النباتات بشكل كامل، ويمكن الحصول عليه كرول أو ممكن شراؤه بالمتر الطولي، وسعره مناسب لأصحاب الحدائق الصغيرة والمتوسطة المساحة، وهي متوفرة في محلات المواد الزراعية، يتم تغطية النبتة به ومن ثم ربطها بالخيط ومن ثم يتم قص ما يزيد من مادة الجوتكستايل، ويمكن رش النباتات في حال إصابتها بالمواد اللازمة حتى وهي مغطاة وطبعا يفضل ري النباتات وترطيب التربة قبل تغطيتها، لأن الرطوبة تمد النباتات بالدفء.
في بعض الأحيان يمتلك الشخص نبتة أو اكثر، وفي هذه الحالة يمكن إدخال الاصيص الى داخل المنزل أو وضعها على الشباك في مكان يصله الضوء،ولا توجد فيه تيارات هوائية فترة أسبوعين أو ثلاثة ريثما ينتهي موسم الصقيع كما فعلت أنا مع نبتتي الألوفيرا، وعند عودة الأجواء الربيعية والتأكد من انتهاء فترة البرد والصقيع يمكن إخراجها من جديد، كذلك يفضل في فترة الصقيع أن نبتعد عن التسميد، و عدم تشتيت الأمور والتركيز فقط على فكرة التدفئة، فالسماد العضوي يمكن وضعه قبل بدء الشتاء، كذلك أمور نكش الأرض وغيرها من الأمور.
ومن الحلول البسيطة والفعالة والتي توفر الدفء للتربة و تحمي جذور النباتات من التعفن أيضا، هي وضع طبقة خفيفة من مادة نشارة الخشب حول قاعدة المزروعات بعيدا عن الساق، وتقليم الأفرع الطويلة وكذلك الالتزام بمواعيد الزراعة، أي زراعة المحاصيل الشتوية في وقتها المناسب لأن ذلك يجعلها تنمو و تنضج في الوقت الصحيح، ويمكن أيضا لتدفئة النباتات استخدام أجهزة خاصة تعمل على تدفئة الهواء المحيط بها، ويمكن أيضا استخدام الزيت أو القطران أو أي مادة أخرى قابلة للاحتراق شريطة أن نتخذ الاحتياطات المناسبة وأن تكون الرياح هادئة.
يمكن أيضا استغلال الفترة ما بين انتهاء الصقيع وقبل طلوع الشمس لرش النباتات بالماء وذلك لإذابة الثلوج التي تكونت على الأوراق، لأننا لو صبرنا حتى طلوع الشمس قد يؤدي ذلك الى احتراق الأوراق.
8 مشاهدة
