كيف أعبر عن محبتي لأمي وأكسر حاجز الخجل بيننا

 حتى تتمكن من التخلص من الخجل لا بد أولا التعامل مع الخجل بشكل عقلي واكتسب الثقة بالنفس، حاول أن تجد السبب الحقيقي وراء الخجل؟ هل في السلوك الذي ستقوم به أمر معيب هل التعبير عن المشاعر فيه أمر غير طبيعي واعتيادي لديكم في الأسرة، وبالتالي تشعر بالخجل منه؟، هل تخاف من انتقاد الإخوة أو الأم لما تقوم به من سلوك؟، إيجاد السبب الحقيقي يساعدك على أن تضع المشاعر الحقيقة التي تتسق معه، ومن هنا تبدأ بالحديث الذاتي الذي من خلاله ترى حقيقة أن التعبير عن المشاعر للأم لن يكون فيها أي نوع من أنواع العار وإنما هي وسيلة وسبب لتقوية العلاقة فيما بينكم.

استخدم الاستراتيجيات التالية لتتخلص من الخجل وحتى تكون قادر على إظهار السلوك على أرض الواقع:

الجأ للتخيل العقلي؛ حاول وقدر الإمكان أن تتخيل نفسك وأنت تعبر عن ما لديك من مشاعر للأم وحاول تخيل جميع رورد الأفعال اشعر بالقوة والثقة أثناء القيام بهذا السلوك في خالك، هذه الطريقة تساعد على أن تكسب نفسك الثقة وتحقق الشعور وبشكل حقيقي أنك قادر على فعل الأمر.

تحدث مع نفسك وعبر بصوت مسموع لنفسك عن المشاعر الإيجابية والتي تدل على الحب للأم، خصص وقت في اليوم وتحدث بالمشاعر بصوت مرتفع مارس طريقة الحوار التي قد تدور بينك وبين الأم، استراتيجية التحدث مع النفس وبصوت مسموع وعالي سبب في تخفيف الشعور بالخجل والتوتر المرافق للخجل خاصة أن هذا الأمر هو جديد بالنسبة لك ولم تعتاد عليه من قبل، لفقدان التنشئة الاجتماعية هذا الجانب من الخبرات.

ابدأ بالتعامل مع ما لديك من أفكار سلبية تتلق بالتعبير عن الحب للأم مثل إصدار الأحكام عليك من قبل الأخوة أو الأم، حاول وقدر الإمكان أن ترى الأثر الإيجابي عقليًا قبل واقعيًا حتى تتخلص من نسبة الحجل لديك، لا أقول لك أن الفعل العقلي يخلصك من الحجل تمامًا حيث أنه لا بد من الفعل الحقيقي، لكن التعامل مع العقل يخفف من نسبة الخجل بطريقة تسمح للفعل الحقيقي في الظهور.

بعد التعامل مع النفس ومحاولة التدريب ابدأ في التعامل مع التردد، في كثير من الأحيان قد تمر في مراحل تردد حيث أنك تقوم للتعبير عن الحب للأم تم تعود في منتصف الطرق، في كل مرة تشعر فيها بالتردد ذكر نفسك بما قمت به من تدريب عقلي وروحي حتى تكون قادر على التعبير عن ما لديك من مشاعر وبعدها قم بالخطوة الحقيقية والفعلية وتجرأ، واجهة الحجل الذي لديك وعبر للأم عن حبك لها يمكن أن تبدأ الأمر بالتعبير حبك العام لها حتى تكتسب الثقة منها وحتى تكسر الأسباب التي تشعرك بالخجل فمثلا يمكن في اليوم الأول أن تبدأ في الصباح وبعد إلقاء التحية على الأم أن تخبرها بأنك تحبها دون خجل أو تردد، ونتيجة رد فعل الأم يمكن أن تقوي ما لديك من ثقة وتبدأ مرة تلو الأخرى بالتعبير عن المشاعر التي لديك والتي فيها قدر من الحب لها.

من الأمور التي لا بد من مراعاتها في التعبير عن الحب للأم وحتى تكون قادر على اكتساب الثقة منها وبنفسك حاول أول الأمر أن تختار الوقت المناسب للتعبير للأم عن الحب، لا تحاول أن تختار الوقت التي تكون الأم فيه كثير الانشغال والتعب والانهماك في الأعمال المنزلية لأن في هذا الوقت قد تكون ردة فعل الأم غير مشجعة وغير معززة للتعبير عن المشاعر مرة أخرى، اختر وقت تكون فيه هادئة تشعر بالراحة.

حاول أن تعبر عن مشاعرك للأم في أول الأمر وأنت لوحدك حتى لا ترتبك وحتى تكون ردة فعل الأم هي الوحيدة الملاحظة والتي لا بد من التركيز عليها حتى تكتسب الثقة الكافية بعيدَا عن الحجل، بعد التعبير عن الحب بشكل منفرد بينك وبين الأم ابدأ بنقل التصرف أمام الأخوة والأب ولا تقلق من ردود الفعل وإصدار الأحكام، وحاول أن تجعل الشعور بالسعادة في المرأة الأولى والشعور بالأمن هو الدافع لإصدار سلوك التعبير عن الحب.

وهنا يمكن أن أقدم لك مثال شخصي؛ حيث في كثير من الأحيان وبعد أن أصبحت في مرحلة عمرية واعية كنت أرى أن الأبناء يقومون بتقبيل ايادي والديهم وكنت أرغب في ذلك للتعبير عن التقدير لهم والحب والاحترام إلا أني كنت أشعر بالخجل الشديد، فأصبحت انظر لأثر السلوك واسأل نفسي ما النخجل في الفعل فعلى العكس تماما هذا الفعل والتصرف متقبل وغير منتقد وفعلا واجهت خجلي وكانت أول مرة اكسر فيها هذا الحجل في صبيه أحدا أيام العيد وأنا أقدم التهاني لهم للأعوام الجديدة والمديدة والمليئة بالسعادة، لن أنكر وأقول بأنني تخلصت من الخجل الذي كان لدي نهائيًا بل مرة تلو الآخرة ولأني اسمررت في هذا السلوك أصبح الأمر بمثابة العادة التي ليس فيها الآن أي نوع من أنواع الخجل.