ضمان الوقت الكافي مع الأبناء لا يعتمد على المدة الزمنية بقدر ما يعتمد على جودة الوقت الذي يتم قضاؤه مع الأطفال فهنالك من الأهالي من يقضي الساعات والأيام مع أطفال لكن دون تحقيق هدف معين أو تحقيق تغيير ذو فائدة بالنسبة للأطفال وفي المقابل هنالك من الأهالي من يقضي بضع ساعات خلال الأيام أو الأسبوع تكون كافية بحيث تراعي هذه الفترات تقديم الحاجات النفسية والاجتماعية والعاطفية والمعرفية للطفل، فكلما كان الوقت الذي يتم قضاؤه مع الأطفال يحقق حاجة معينة ويتسق مع جانب من جوانب النمو كلما كان هذا الوقت كافي ويفي بالحاجة، ويمكن تحقيق ذلك باستغلال أوقات ما بعد الوظيفة وفترات العطل الرسمية.
قضاء وقت خلال اليوم لمعرفة ما مر به الطفل ولو لمدة نصف ساعة فقط قد يكون كافي لتكوين علاقة وثيقة بيك وبين الطفل، وإن لم تظهر نتيجة هذا الوقت في الوقت الراهن فمع مرور الوقت ستجدين أن الطفل يطلب الحديث معك كأم حتى تكوني على علم ومعرفة بما يجري في حياته الخاصة، خصصي وقت بعد عودتك من الوظيفة وبعد شعورك بالراحة للحديث مع الأبناء حول مجريات اليوم، واجعلي هذا الوقت وقت نمطي في اليوم أي جزء من الروتين اليومي.
هذا الوقت والذي في بعض الأحيان قد لا يتجاوز الساعة سبب في إكساب الطفل المعرفة اللازمة له وسبب في زيادة ما لديه من مهارات في العلاقات الاجتماع لأنه يأخذ الخبرة والمشورة من الأهل كما أن هذه الحوار والنقاش سبب في أن ينمو الطفل من ناحية نفسية وعاطفية بشكل جيد لأنه يعبر عن نفسه وما لديه من مشاعر وأفكار.
استخدمي أوقات تواجدك مع الطفل بعد الوظيفة لتمرري القيم التي تشكل الأساس في ما لديهم من توجهات ومبادئ، فخلال فترات النقاش أو فترات التنزة وغيره يمكن أن تستغلي هذه الأوقات بحيث يكتسب الطفل القيم الجوهرية التي تسير حياته، ومن أهم القيم التي يجب أن يكتسبها الطفل خلال قضائه الوقت مع الأهل وحتى نضمن أن الطفل قضى وقت كافي مع الأم أو مع الأب قيم المبادرة والمساعدة والتعاطف والاحترام والتعلم ما هو الفرق بين الصواب والخطأ، الصدق، هذه القيم لا بد أن تتوافر عندما تتفاعل الأمل مع الطفل في أوقات تواجدها معهم حتى نتمكن من القول بأن الوقت التي تمضيه الأم مع الأطفال كافي.
الوقت الذي يتم قضاؤه مع الطفل والذي يحقق قوة شخصية الطفل لأنه قائم على التقبل والثقة وإعطاء المسؤولية والشعور بالاستقلالية كافي بالنسبة للطفل لأنه يحقق له نمو سليم في الجانب النفسي الاجتماعي فقد يكون عمل الأم في جانب من جوانبه سبب في نمو الطفل بشكل سليم من الناحية الاستقلالية فهو متحمل للمسؤولية ويلقى التقديم والاحترام من الأم عندما تتواجد معه على ما يحمله من مسؤولية ودور اجتماعي، وبالتالي الوقت التي تقديمة الأم بعد الوظيفة وتقدم فيه الدعم المعنوي والنفسي يمكن أن نقول بأنه وقت ذو جوده وقيمه وكافي بالنسبة للطفل لأنه يشعر الطفل بالثقة والقوة والقدرة والشجاعة.
وحتى تتمكن من إعطاء الوقت ذو الجودة للطفل وحتى نقول بأنه كافي عليك أن تراعي أولوية الأسرة بالنسبة لك في الوقت فالأسرة والأطفال هم الأولوية الأولى عندما يتواجد لديك وقت فراغ وخلال فترات العطل لا بد أن يكون الوقت بجانب الأطفال، اعلمي أن تلبية الحاجات المختلفة للطفل سبب في نموه السليم لكن في بعض الأحيان يشعر الأطفال بالاشتياق لك كأم وخاصة عندما يكون الوقت الذي تقضيه معهم ذو جوده وقيمه ومن هنا لا بد أن تخصصي أيام العطل الرسمية لقضائها مع الأطفال ولتعويضهم عن الحاجة العاطفية.
استغلي أوقات إيصال الأطفال للمدرسة أو عودهم فكا ذكرت سابقًا جوده الوقت أهم مقابل الكمية فلا حاجة ليوم كامل من الوقت مع الطفل في حال كان هذا الوقت بلا فائدة, استغلي أوقات إعداد العشاء للحديث والنقاش مع الأطفال وهنا يمكن أن يكتسبوا المهارات المختلفة، استغلي وقت فراغ في العمل والوظيفة وتواصلي هاتفيًا مع الأطفال لتعبري لهم عن حبك لهم فهذا الأمر مهم جدًا أو تواصلي عن طريق اتصال الفيديو بحيث يكون التواصل ودي أكثر بينكم. فالتكنلوجيا الحديثة وفرت الكثير من وسائل التواصل.
اتركي ملاحظات صغيرة للأطفال على السرير أو على المكتب أو على المرآة وأخبريهم عن مشاعر الحب والتقدير اتركي توجية صغير يدل على الاهتمام أيضًا، هذه الأشياء البسيطة تكون مقدرة عند الأطفال وسيشعرون بانك على الرغم من البعد فأنت تتواصلين معهم بطريقة ما.
كلما كبر الأطفال كلما كانت الفترات المطلوبة أكثر جوده لذلك في حال وجود أطفال في عمر المراهقة يمكن أن تجعلي الوقت الذي تقضيه معهم قائم على إنشاء علاقة صداقة وثقة وحددي طرق التواصل وأكدي على انك متواجدة بين الأطفال وقت الحاجة واللزوم وأنهم أهم من العمل في الأمور الطارئة، إعطاء قيمه للطفل مقابل العمل يساعده على أن يبقي الثقة بينك وبينه ولا يشعر بأنك بعيدة عنه من أجل المال.