كيف أضع خطة للحفظ مع الحفاظ على ورد القراءة في رمضان؟

بداية، اعلم أن الأولوية في رمضان إنما هي لقراءة القرآن وختمه، فتكرار قراءة القرآن وختمه عدة ختمات أولى من انشغالك بالحفظ مع قلة ختم القرآن.

ومع أن الأولوية هي للقراءة وتعدد الختمات في رمضان لكن في ذلك فرصة ولا شك للحفظ أيضاً، فليس المقصود هو ترك الحفظ ولكن المقصود هو جعله في هذا الشهر خصوصاً في المرتبة الثانية وتقديم التلاوة عليه.

ولو جعلت من ضمن القراءة مراجعة محفوظاتك السابقة فهو أفضل وأفضل.

وقد كان جبريل عليه السلام يأتي النبي صلى الله عليه وسلم كل ليلة في رمضان فيدارسه القرآن.

وكان يعرض عليه القرآن في كل عام مرة في رمضان وعرضه عليه في العام الذي توفي فيه مرتان، وهذا العرض كأنه مراجعة وتثبيت لكل ما نزل وبيان الناسخ والمنسوخ.

وقد كان من هدي السلف في رمضان:

- الإقبال على العبادة وقراءة القرآن والتفرغ له حتى كانوا يوقفون دروس العلم في رمضان ويتفرغ كل واحد منهم لشأنه، والحفظ نوع من طلب العلم بينما المراجعة والقراءة فيها تعبد أكثر.

- والانشغال بالقراءة أكثر من الحفظ يفتح لك باباً للتدبر والفهم وربط الآيات، وهو سيساعدك على كل حال على الحفظ لأن تكرار مرورك على الآيات في الختمات سيجعل هذه السور والآيات مألوفة لديك ولربما علق بذهنك شيء منها.

- قال النووي رحمه الله "قال أصحابنا: السنة كثرة تلاوة القرآن في رمضان ومدارسته، وهو أن يقرأ على غيره، ويقرأ غيره عليه".

- قال ابن باز: "الذي يظهر -والله أعلم- من هدي السلف: الإكثار من تلاوة القرآن والحرص على تكرار ختمات القرآن؛ لأنه فرصة مع التدبر والتعقل، وإذا ضم إلى ذلك حفظ ما تيسر في أوقات أخرى من الشهر يجمع بين المصلحتين؛ يكثر من التلاوة ويجعل وقتًا خاصًا لحفظ ما تيسر من ذلك؛ فهذا حسن".

وبالتالي فعليك أن تجمع بين الخيرين بأن تجعل لنفسك ورداً في القراءة وهو الأغلب وتخصص وقتاً للحفظ أيضاً.

واقترح عليك ما يلي:

1. أن تخطط لختم القرآن 3 ختمات على الأقل وتجزأ ثلاثة أجزاء من القراءة على يومك وليلتك بحسب فراغك وشغلك.
 
2. أن تخصص ما قبل الفجر أو قبل النوم للحفظ خصوصاً بحيث تجعل مقدار حفظك من القرآن صفحة أو صحفتين بحسب قدرتك.
 
3. محفوظك الجديد تحرص على قراءته في صلاة الفجر أو قيام الليل ليكون في ذلك تثبيتاً له وعرضاً على غيرك ممن هم خلفك فيصححوا قراءتك وتتأكد من حفظك.

4. اجعل صلاة التراويح فرصة لمراجعة محفوظاتك القديمة، بحيث تحرص على أن تصلي بها خاصة في ظل هذه الظروف التي تمنع فيها صلاة التراويح في أكثر البلدان.

 والله أعلم