وضع الحدود في الكلام البذيء يبدأ من الحوار ومن ثم الالتزام ووضع العواقب للسلوك:
أولًا: الحوار: لا بد أن يقوم الحوار بين وبين الشريك حول ما يصدر عنه من قول سلبي وبذيء سواء كان الكلام البذيء فيه قلة احترام للنفس أو للآخرين أو فيه إساءة للمعتقد أو كلام بذي فيه شتم، وهنا لا بد أن تحددي جيدًا طبيعة الكلام البذيء حتى تواجهي فيه الشريك أثناء الحوار، ولأن هذا الكلام قد يكون بالنسبة له عادي وطبعي خاصة إن كان متداول في البيئة الأسرية التي ينتمي إليها أو البيئة المجتمعية.
ثانيًا: حددي مع الشريك الأسباب؛ تحديد الأسباب يساعد في وضع الحدود وتقديم بعض البدائل التي تساعد على تجاوز الأمر، قد يكون الهدف من إصدار الكلام البذيء تفريع الانفعالات، فهو يصدر الكلام البذيء عندما يشعر بالإحباط أو الغضب، وهنا يمكن أن تقترحي مع الشريك بعض الوسائل التي يمكن العمل بها عند الشعور بالغضب أو عند صدور الكلمات بصورة قهرية ومن أهم البدائل التحكم بالنفس والتوقف عن الكلام وعمل تمارين التنفس الشهيق والزفير وتكرار كلمة معينة يتم الاتفاق عليها سويًا لها أثر على النفس تتسق مع الشريك وما لديه من ميول واهتمامات وأفكار ومعتقدات.
في حال كان الكلام يصدر عن عادة ولا يصدر عن حالات قهرية هنا لا بد من التنبيه المستمر عند صدور الكلمات من قبل الشريك ومساعدته على التحكم بالنفس واستخدام كلمات ذات دلالات عادية مقبولة.
ثالثًا: وضحي ما لديك من منظمة أخلاقية؛ توضيح ما لديك من منظومة أخلاقية وما فيها من حدود للشريك يساعده على التزام الكلام الطيب، ومع الوقت ستجدين أن تحديد هذه المنظومة سبب في نقل الأثر على جوانب الحياة المختلفة لدى الشريك، فممارسة التحكم بالنفس من قبل لشريك معك بما يتسق مع ما لديك من أخلاق يخلق عادة جديدة للشريك تساعده على الوعي بالذات والانتباه للنفس أثناء الحديث.
رابعًا: بيني العقاب ومارسية مع الشريك وأهم عقاب يمكن استخدامه بينكم في هذه المرحلة العمرية المصالحة العادلة القائمة على التعبير عن الرفض وعدم الرضا عن القول، وممارسة الابتعاد الجسدي، واتخاذ موقف بتحديد الأولوية ما بين إصلاح النفس أو الاستمرار على الخطأ وإنهاء العلاقة:
- التعبير عن الرفض؛ حتى يعلم الشريك بأنك غير راضية عما يصدر عنه من قول لا بد من إظهار الرفض عن طريق الكلام والإيماءات والتعابير الوجهية.
- الابتعا الجسدي؛ عدم احترام ما لك من وجهات نظر في عدم التقبل وعدم القدرة على إحداث التغيير يستدعي منك الابتعاد الجسدي ايقاف التواصل ليرى الشريك همية الأمر، الكلام البذيء ليس بالأمر السهل الذي يمكن التغاضي عنه والقول بأنه أمر عادي بل هو أمر غير طبيعي ولا يتفق مع معايير المجتمع التي تتسم بالاحترام، وهذه الصفة سبب في أن يكون الأبناء لاحقا في بيئة غير سليمة، بحيث لا يعرفون معنى الاحترام ولا التقدير ولا يعرفون الحدود المجتمعية، وسبب في أن تعيش الزوجة في جو خالي من الاحترام.
خامسًا: تحديد الأولوية: تحديد الأولوية ما بين إصلاح العلاقة وما بين إنهائها، ولا أقصد تحديد الأولوية ما بينك كشخص وبين الاستمرار فهنا المقارنة غير عادلة، وعليه لا بد على الشريك أن يحدد الأولوية لديه في العلاقة ما بين الإصلاح والاستمرار أو التجاهل وإنهاء العلاقة، هذا الحد يساعد في علاج الكثير من الأمور لاحقًا ويقلل من نسب الإحراج في المجتمع ويبقي لكلا الطرفين احترامهم المجتمعي والذي هو سبب في تقدير الذات والعيش بسلام.
سادسًا: في نهاية الأمر عززي سلوك الشريك الإيجابي، وتجاهلي في بعض الأحيان التي ترين فيها أن القول صدر بطريقة لا إرادية، لكن لا تتجاهلي دائمًا حتى لا يفقد الشريك قدرته على الالتزام بما وضعت من حدود.