إن سرد القصص يجذب الناس فعلاً ويجعلهم يستمعون إليك للنهاية، ويتذكرون كلامك، كما أنه يبعد جو الملل والرتابة عن كلامك. لكنك إن أردت استخدام هذا الأسلوب فهناك بعض المعايير التي تساعدك لنيل مرادك منها:
- لا تضع في بالك أن سردك للقصص هو فقط ما يجذب انتباه الناس إليك وإلى حديثك، فهناك عدة عوامل تعمل مجتمعة لتحقيق هذه الغاية كطريقة كلامك ولفظك للحروف، والاختصار أثناء الكلام، وترتيبه زمنياً وعدم التكرار، وأن يكون كلاماً صادقاً ومقنعاً، وأن تتقبل الرأي الآخر، وأن تكون أفكارك جذابة ومنطقية. كما يؤثر شكلك الخارجي ولغة جسدك والمكان الذي تتواجد فيه وملابسك وعلاقتك بالمستمع أيضاً على جذب انتباه المستمع إليك أثناء حديثك معه؛ فجلوس الشخص مع عملائه مثلاً على طاولة اجتماعات مستديرة يقرب وجهات النظر بينهم ويسهل الحوار ويجعله ينال مبتغاه بشكل أسلس. كما أن تواصلك بالعينين مع الناس يجعلهم يرون أنك أكثر ثقة ومصداقية وبالتالي يجعلهم راغبين بسماعك أكثر.
- حاول أن تدعم حديثك بأمثلة أو قصص واقعية حدثت معك أو مع أشخاص تعرفهم شخصياً لأن هذا يعطي كلامك مصداقية أكبر؛ فعندما كانت والدتي مدرّسة في مدرسة كنت معروفة من قبل طالباتها اللاتي كنت أشعر أحياناً أنهن يسكن معنا في نفس المنزل من كثرة معرفتهم لتفاصيل عني بسبب حديثها عني وعن قصص أنا بطلتها تخدم موضوع درسها، وكنت أسمع من تلك الطالبات أن أسلوب والدتي في الشرح هذا كان مميزاً جداً، وأنهن كن يطبعن المعلومة في عقولهن ويسترجعنها وقت الامتحان أو حين الحاجة لها بسهولة عن طريق تذكرهن للقصة المرتبطة بهذه المعلومة.
- ابدأ حديثك بالقصة التي تريد أخذها كأمر داعم لكلامك ومن ثم اسأل سؤالاً يدخل المستمع في جو كلامك ويخلق لديه عنصر التشويق... فمثلاً قص قصة حدثت معك بالأمس مع ابنك، واسأل المستمع "أتعرف لماذا تصرف الطفل هكذا؟" ومن ثم ابدأ بشرح دافعيته لهذا التصرف...
- يحب المستمع دائماً أن تشركه في حديثك ليشده ذلك لما تقول؛ فحاول أن تتذكر بعض المواقف والقصص التي حصلت معه هو أو أنه طرف فيها ولو من بعيد... فمثلاً إن أردت التحدث عن أزمة السير قص عليه قصة حدثت معك أثناء قيادتك لسيارتك وسط الأزمة عندما كنت متوجهاً لمقابلته.
- حاول أن تترك شيئاً غامضاً في القصة، لتشد المستمع لفك هذا الغموض من خلال استماعه لما تقول، والأفضل أن تجعله هو من يقول الشيء، أي أن تستدرجه لذلك لتضمن مشاركته معك الحديث حتى لا يشعر بالملل.