حتى يتم تنشئة الطفل على المبادرة لا بد من تحقيق الاستقلالية لدية وتوسيع مداركه الفكرية وتنمية مهاراته اتخاذ القرار لديه فالمبادرة لا تقتصر على تقديم التعاون وإنما تتضمن القدرة على تقيم المحيط واتخاذ القرات المختلفة والعمل من أجل تحقيقها ومن قم العمل على تقييم السلوك، كما أن المبادرة لا تقتصر على الفعل التعاوني وإنما تشمل التفاعل العاطفي والتعبير عن المشاعر والعمل على تحقيق الأثر المرتبط بالقول.
ويمكن استخدام الطرقة التربوية التالية لإكساب الطفل قيمة المبادرة ليصبح طفلًا مبادرًا:
شجعي الطفل على اكتشاف المحيط؛ المبادءة تقوم وبشكل أساسي على المعرفة واكتسابها فكلما زادت المعرفة كلما زادت قدرة الطفل على المبادرة في مختلف المجالات ومن هنا لا بد من إفساح المجال أمام الطفل للإكتشاف وتجربة الأشياء الجديدة في مختلف المجالات وتشجيع الطفل على القراءة والتعلم قدر الإمكان، يمكن أن يبدأ هذا الأمر مع الأطفال الصغار في السن وما قبل سن المدرسة، إشراك الطفل في النشاطات المختلفة وأخذ الطفل على المكتبات العامة المخصصة للأطفال, وإشراك الطفل في المراكز التعليمية المنتشرة في مكان الإقامة سبب في زيادة قدره الطفل التفكيرية ومن ثم زيادة المبادرة لمعرفيه والاجتماعية، والعاطفية الانفعالية، فكلما عرف الطفل كلما كان قادر على معرفة نفسه وذاته وشعر بالاستقلالية التي تشجعه على العطاء والتعاون والمبادرة، فالاكتشاف بالنسبة للطفل مثله مثل الأنوار التي تنير له الطريق للأمور التي لم تكن ضمن إدراكه الحقيقي والتي تحجب عنه القدرة على اتخاذ القرار والشعور بالاستقلالية والنفس.
نمي الجانب الاستقلالي لديهم؛ كلما كان الطفل مستقل كلما كان أكثر قدرة على المبادرة، إياك وان تنمي الطفل على أن يكون طفل اتكالي غير قادر على أن يكون مسؤول عن نفسه وذاته في أبسط الأمور، أعط الفرصة للطفل بأن يختار ما يحب من الطعام أو من الملابس أو من نوع الألعاب التي يرغب خاصة في مرحلة ما قبل المدرسة، وفي مرحلة المدرسة وما بعد اطلبي من الطفل المشاركة في اتخاذ القرار في الأمور التي تتعلق به مثل لون غرفة النوم التي ستقومون بشرائها له، وفي بعض الأحيان اطلبي من الطفل أن يشارك في بعض الحوارات والنقاشات التي تدور بينك وبين الأب في الأمور التي يمكن أن يشارك فيها الطفل،ومن ناحية أخرى لا بد من تشجيع الطفل على ما لديه من ميول ومواهب ابتعدي عن النقد وطمس ما يشكل الطفل من هوية.
نمي ما لدى الطفل من ثقة بالنفس؛ إعطاء الطفل الثقة بنفسه من أهم الأمور التي تجعل من فعل المبادرة صادر عنه، شجعي الطفل على الاعتزاز بالنفس وعززي ما لديه من مهارات وقدرات، استمعي لما لدى الطفل من آراء ومشاعر وقدري ما يقوم به الطفل من تعبير عن النفس وعن القدرات وما لديه من احترام للنفس، اعلمي أن الثقة سبب في أن يتخلى الطفل عن أي صفات سلبية تخفي المبادرة مثل الخجل، أو الخوف، أو الخوف من إصدار الأحكام من قبل الآخرين.
طوري مهارة اتخاذ القرار لدى الطفل؛ حتى يكون الطفل قادر على اتخاذ القرار وبطريقة صحية إبدائي أولًا بوضع بتوفير الخيارات للطفل في مراحل صغيرة وكلما كبر الطفل يمكنك البدء في وضع الخيارات وأقرانها بالمبادئ والقيم والتوجهات وربطها بالأهداف ومعرفة مواضع الخطأ والصواب بها ومن ثم العمل على تنفيذ القرار المتخذ، يمكن أن تمرر هذه الخبرة للأطفال في أعمار مختلفة وبشكل يتسق مع عمر الطفل، هذه المهارة هي التي تقوم على المبادرة وبشكل أساسي، والتي في حال اكتسبها الطفل سيكون قادر على إظهارها في حال توفرت الاستقالالية والمسؤولية والشجيع من قبل الأهل.
لا توفري للطفل جميع متطلبات الحياة؛ إن جعل الحياة سهلة أمام الطفل وتتوفر فيها جميع المتطلبات تجعل من فعل المبادرة لديه قليل، وفي المقابل كلما احتاج الطفل للعمل ولإثبات النفس كلما كان أكثر قدرة على المبادرة للحصول على مبتغاة، الشعور بالحاجة لأمر ما يزيد من الرغبة في العمل والمبادرة ويعمل على زيادة شعور الطفل بالمسؤولية التي تجعله يبادر من أجل نفسه أولاً ومن أجل الآخرين ثانيًا، لا مانع في أن تكون المبادرة في أول الأمر مرتبطة بالطفل ومن ثم يمكن توسيع دائرة الاهتمام عن طريق تمرير قيم المشاركة والاهتمام.
تنمية قدرة الطفل على إدراك مشاعر الآخرين والاهتمام بها ضمن النمو الاجتماعي سبب في زيادة قدرة الطفل على المبادرة.