يمكن في مثل هذه الحالة استخدام أسلوب المسانده الوجدانيه مع الطفل(منهج التعليم الملطف), ويكون التعامل في هذه الأسلوب قائم على؛ الإبتعاد عن أشكال العقاب المختلفة, إيجاد رابطه وجدانيه بين الطفل ومن يقوم برعايته, إعتماد فلسفة الديمقراطية, ومراعاة الجوانب الوجدانيه وإعطائها الثقل الكافي.
فأولًا: لابد من تحقيق الشعور بالأمن والطمأنينه لدى الطفل, ويمكن أن تقومي بهذا الأمر عن طريق التصرفات الداله على وجودك الدائم بجانب الطفل, إظهار مشاعر الحب عن طريق الكلام, محاولة تخفيف ما يشعر به الطفل من مشاعر كراهية عن طريق إظهار اسباب الطلاق وأن الطلاق لا يعني بعد الأب عنك بشكل شخصي وإنما البعد نتيجه إنفصالك أنت عن الأب, وما تظهري من إيماءات (اللمس, الإبتسام, العناق) لها الأثر بشعور الطفل بالحب.
ثانيًا: محاولة إحداث تغيرات تفاعليه إيجابيه مع الطفل, فبعد شعور الطفل بالحب, يمكن نقل أثر هذا الشعور للأب عن طريق ذكر محاسن الأب, العمل على تحديد خطه معينه للقاء الأب مع الأبن, ومساعده الأبن في هذه المرحلة على تقبل الأب عن طريق الحوار الإيجابي والإبتعاد عن ذكر أي أمر سيء مرتبط بالأب.
ثالثًا: اجعلي العلاقة مع طفلك قائمه على الدعم والمؤازرة, متقبله له متفهمه لشعوره, وحاولي تشجيع الطفل على الإسهام والتبادل مع المحيط من حوله وخاصة الأب, حتى لايؤثر ما يشعر به على صفاته الشخصيه لاحقًا, أو حدوث اضرابات نفسيه نتيجه بعد الأب وشعور الطفل بعدم الأمان.
رابعًا: تقبلي رفض الطفل في بعض الأحيان للإستجابه والتفاعل معك, وحاولي عند ظهور الرفض من خلق بيئه ملائمه يشعر فيها الطفل بالحب والأمن والإهتمام, فمن خلال وجود الرابطه الوجدانيه بينك وبين الطفل يتحقق الشعور بالأمن لدى الطفل مما يعني مساعدته على التخلص من شعور الكراهية, ونمو الطفل وتربيته ببيئه سليمه على المستوى النفسي أولًا ومن ثم على المستويات الأخرى لجوانب النمو.
ومن وجهة نظر شخصيه أرى أنه عند ملاحظه وجود مشاعر الكراهية الموجهه للأب من قبل الطفل, أن تقومي بإظهار الإحترام لمشاعر الطفل وتفهمها من ثم محاولة محاوره ومناقشه الأمر مع الطفل وتمرير مفاهيم معينه ترتبط بالإنفصال وأهمها أن الإنفصال لا يعني أن الأب يبتعد عن الطفل, وأن الأب موجود دائمًا, كما لابد من إيجاد نمط معين لتواصل الأب مع الأبن بشكل مستمر مما يساعد الطفل على إستعادة الشعور بالثقه بوالده وتجاوز ما يشعر به من مشاعر سلبية ويمكن أن يكون لك دور في إيجاد مثل هذا النمط أو الروتين بالإتفاق مع الأب فالإنفصال وإن حدث لا يعني عدم التواصل بأمور تهدف لتحقيق مصلحة الطفل, ساعدي الطفل على الشعور بالثقه بالنفس وتقدير الذات فقد يشكل بعد الأب عنه بعض الإضطرابات النفسيه خاصة إذا استمر هذا الشعور لمراحل طفولة متأخره, فالحب والإهتمام وتعزيز ثقه الطفل بنفسه وتنميه مهاراته للتعامل مع عواطفه وانفعلاته, وتشجيعه على التعبير عن نفسه من أهم الأمور التربوية التي لابد عليك اتباعها عند تربيه طفلك في مثل هذه الحالة.
المصدر:
العلاج السلوكي للطفل, عبد الستار ابراهيم وأخرون.