ليس عليك أن تدافعي عن نفسك وتقيمِ دليلا على برائتك ، ولا يحل لأحد أن يتهمك بشرفك من غير ذلك ، من غير بينة شرعية ، والبينة الشرعية : هي أن يشهد عليها أربعة من الشهداء المسلمين ، كلهم يقول إنه رآها تفعل ذلك ، أو تقر هي على نفسها بذلك ؛ وما لم يحدث ذلك : فأنتِ بريئة و لا يحل لأحد أن يتهمك بغير ذلك ، ومن قام بأتهامك بشرفك فيقيم عليه حد القذف ، وكان فاسقا ، كاذبا ، مردود الشهادة .
بالاضافة الى ذلك ومن المثير للأهتمام القول، أن قذف المحصنة العفيفة هو من شر آفات اللسان ، ومن كبائر الذنوب ، وسيئات الأعمال ، ومن قذف المحصنة فهو فاسق ، ترد شهادته ، ويحدّ الحد ثمانين جلدة . قال الله تعالى : ( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) النور/4-5 .
ولكن نحن في البلد لا يقيم الحد فلا بد من أن تستعين بالله وتصبري ؛ فإن من استعان بالله على خير ليصيبه أو مكروه ليدفعه أعانه الله ، ومن صبر فله العاقبة ، وقد روى مسلم (2999) عَنْ صُهَيْبٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ : إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ).
المراجع :
المكتبة الالكترونية للجامعة الاردنية - دار المنظومة .