إن إشرافك بطريقة خاصة على تلقي ابنك ذو الثماني سنوات قواعد اللغة العربية والتأكد من استيعابه لها، هي خطوة مهمة لأن قواعد اللغة مادة تراكمية؛ أي أن منهج الصفوف اللاحقة مبنية على الصفوف السابقة. ولأن اللغة العربية مهمة لدراسة لبقية المواد من قراءة الدروس وكتابة إجابات في الامتحانات. قد تظنين أنها من أصعب الأشياء التي تدرس للأطفال بهذا العمر لكن لا تستهيني بمدى استيعاب وإدراكه؛ فالتعلم بالصغر كالنقش بالحجر؛ أي أنه فعال لدرجة أنه طويل الأمد. إذاً مدى الاستيعاب ليست المشكلة بل الأساليب الخاطئة هي التي تحول دون فهمهم.
- حولي تعلم قواعد اللغة من موضوعٍ جامدٍ لممتع. حب الطفل لما يتعلمه يقوي تركيزه ويفتح مداركه. ما يهمه بهذا العمر هو المتعة واللعب على الهاتف، حسنا، له ذلك. يمكنك استخدام أسلوب القصة خلال الشرح. كمثال: "أن هي فتاة لا تحب اللعب إلا مع الفعل المضارع، ولا تشعر بالمرح مع الفعل الماضي". أيضاً، تشغيل فيديوهات التعلم الغنائي، أذكر أنني تعلمت الأبحر الشعرية وأحرف الجر من أغاني كانت تعرض على التلفاز. لكن بوجود الشبكة وانتشار استخدامه، سأزودك برابط قناة على اليوتيوب لتعليم الأطفال كل ما يخص قواعد اللغة. اضغط هنا.
- استخدمي الألوان البارزة والأشكال القريبة من عالم الطفل، هي من أفضل وسائل التذكر والربط. يمكن كتابة حركة الرفع أو الضمة باللون الأحمر بحال نسي حركة الرفع يمكن أن يسترجع دماغه اللون الأحمر كبديل وبعدها يتذكر شكل الحركة والمعلومات المرتبطة باللون الأحمر.
- تعلم أي جانب من اللغة العربية يتطلب التعرض لها بأشكالها الأربعة، السماع والنطق والقراءة والكتابة وكل مهارة منها تصب بالأخرى. قومي بقراءة الجملة نطقا صحيحا مع الحركات الإعرابية وكرريها على مسمعه، واطلبي منه ترديدها وكتابتها، يساعد طفلك على تعميم الحركات على الجمل الأخرى.
- تدرجي من العام إلى الخاص بالتدريس. البداية قد تكون صعبة، لا تكثري من كمية المعلومات ودرجة صعوبتها. مثلاً، إعطاء أنواع الجمل (الجملة الاسمية والجملة الفعلية)، مكونات كلاهما (مبتدأ وخبر أو فعل وفاعل ومفعول به) والفرق بينهما، وأخيراً حركاتهم الاعرابية، كل على انفراد.
- من أفضل الطرق للتأكد أن طفلك فهم القاعدة بنظري، السماح له بتدريسها لك مجدداً. كما أن لها آثاراً إيجابية أخرى، كزيادة ثقته من نفسه ومراجعة الدرس.
- لكن ما ليس عليك فعله، هو قول أن "القواعد صعبة" أو "صعبة التدريس". العامل النفسي والقناعات عند الطفل مهم جداً للفهم.
ولا تنسي أن الأم مدرسة كانت وستظل وفضلها لا يمكن رده.