يا سيّد الله يخليلك ياها، قد تعتقد بأنّ الإجابة ستكون "لازمها في كلّ خروجة لها" أو "اجعلها تحتشم في لباسها" أو "امنعها من الذّهاب لأماكن يكثر فيها الاختلاط".
أؤكّد لك جميع الحلول السّابقة لم تحمي أيّ فتاة يومًا من التحرّش، بدليل أنّ المُحتشمات بشهادتهنّ تعرّضن للتحرّش، وملازمتك لابنتك ستنتهي حتمًا يومًا ما بسفرك أو ابتعادها عنك والدُّنيا ديناميكيّة، وأن تمنعها من الذّهاب إلى مكانٍ ما هي راغبة بالذّهاب إليه فستذهب حتمًا حال انتهاء صلاحيّة سلطتك فلا سُلطة باقية لغير الله، فهذه الحلول التّقليديّة ما هي إلّا أسلوب فرض سيطرة لا يقدّم ولا يؤخّر بل يكون في صالح الرّجل فقط لغايات مادّيّة كأن تظلّ ابنته تخدمه أو لغايات نفسيّة كأن يحقّق سمعته وشرفه بين النّاس على حساب حريّتها وراحتها وأحيانًا على حساب تعليمها وصحّتها.
سآتيك بالحلول، وأتمنّى أن تستقبلها بحياديّة دون تعصّب فأنا من عِرق هذا المجتمع ومنبته، لست من المرّيخ وأفهم الواقع جيّدًا. ستحمي ابنتك من التحرّش أوّلًا بكسر الحواجز النّفسية بينك وبينها حتّى توصّل لها مفهوم التحرّش وحقّها في أن لا يتعرّض لها أي أحد باللمس أو اللفظ أو النّظر، وبهذا تكون قد بدأت بخلق حالة من الوعي لديها تجاه جسدها، بعد ذلك حاول أن تيسّر لها طريقًا معرفيًّا يُشغلها عن الدّخول في علاقات في سنٍّ مبكّر قد تُعرّضها للاستغلال الجنسي، صدّقني إذا كانت ابنتك مرتاحة لك فستكون قويّة أمام كل من يتعرّض لها، ستواجه المتحرّشين بصوتٍ قويّ وتأتي وتخبرك حال تعرّضها لأيّ موقف.
أمّا أن تضمن أن لا تتعرّض ابنتك للتحرّش في هذا المجتمع إطلاقًا فهذا ضربٌ من الخيال ووهم كبير وهذا يُلقي عليك واجبًا للمساهمة للحد من هذه الظّاهرة لأنّها في انتشار وتزايد مع الأسف.
كلّ التوفيق.