أختي السائلة، بارك الله بكِ وثبتكِ ويسرّ لكِ ولزوجكِ طريق الحق وألهمكم الصراط المستقيم، وجعلكِ خير زوجة له وخيرَ أمّ وخير مُربيّة.
ما يجب عليكِ علمه، أن حفظ القرآن الكريم لا يكون دون إخلاص النية وطلب العون من الله تعالى، ثم التعرف على منزلة حافظ القرآن عند الله تعالى في الدنيا والآخرة، والتعرف على الثواب الذي يتحقق من هذا العمل الصالح.
وهنا نذكر لكِ من أفضل الطرق المجربة لحفظ القرآن الكريم، والتي فيها النفع للسائل بإذن الله تعالى، وهي:
ضرورة استماع الآيات من شيخ يفضل السائل سماعه، أو السماع من أي شخص متقن للقراءة بالأحكام الصحيحة، وذلك لتحقق الحفظ السليم للحافظ، بالقراءة السليمة، وبالطريقة الصحيحة.
ثم يشرع الحافظ بالحفظ، بتحديد السورة التي يرغب الحافظ البدء بها، ثم تقسيم آيات السورة حسب ترابط معنى الآيات، فمثلًا قسم الآيات التي تتحدث عن المؤمنين وجزاؤهم، ثم قسم الآيات التي تتحدث عن المشركين وعقابهم، ثم قسم الآيات التي تتحدث عن الجنة، أو قسم الآيات التي تتحدث عن النار (وهذا على سبيل المثال) لا الحصر.
ثم يقرأ الحافظ الآيات بعد سماعها من القارئ، ويردد الآيات عدة مرّات (خمس مرات أو أكثر)، وذلك بهدف تمكين القارئ وتثبيت حفظه، مع ضرورة ترديد الآيات وحفظها بتركيز، وفهم معنى الآيات، ليسهل على الحافظ حفظه وثبات الآيات في عقله وقلبه.
ثمّ الأفضل للحافظ، قبل أن يشرع بقراءة الآية التالية، أن يبدأها بما انتهت به الآية السابقة.
فمثلًا في حفظ سورة البقرة، يبدأ الحافظ بحفظ "الم* ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ" فيحفظ الآيات بهذه الطريقة: "الم* ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ* للمتقين الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ"
ثم وأثناء الحفظ بهذه الطريقة، يجب على الحافظ أن يظل يردد بالآيات بربط المواضع ببعضها، بهدف التثبيت والتمكين.
بالإضافة إلى ذلك، يوجد عدة طرق يسيرة تساعد الحافظ على الحفظ والتمكين، منها، طريقة التكرار، بأن يشرع الحافظ بحفظ السورة ابتداء من أول آية فيقوم بترديدها نحو عشرين مرة، ثم ينتقل إلى الآية التي تليها، وهكذا، ثم ربط الآيات ببعضها البعض بتلاوتها مع بعضها البعض.
ومنها أن يحدد الحافظ وردًا يوميًّا له (نحو جزئين مثلّا)، ويعيد التلاوة بعد كل ختمة للمصحف، وفي هذا، فإن كثرة القراءة والتلاوة بفهم وتركيز تساعد الحافظ على الحفظ تلقائيًّا، حتى لو لم ينوِ الحفظ في ذلك.
ومن الطرق أيضًا، كثرة سماع السورة وترديدها على مسامع الحافظ، فكثرة السماع تعزز لدى الحافظ الحفظ بكثرة الترديد على الأذن.