كيف أتعامل مع جيراني الغير متعاونين

1 إجابات
profile/الاء-الفارس
الاء الفارس
نصائح في العلاقات
.
٢٤ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 الجار الغير متعاون هو غالبًا شخص صعب المراس وحتى يتم التعامل معه بطريقة صحيحة لا بد من استخدام تقنيات إدارة المواقف ومن أهم هذه التقنيات تقنية تخفيض التصعيد اللفظي، حيث ومن خلال هذه التقنية تستطيع التقليل من المواقف الصعبة الناتجة عن عدم تعاون الجيران، وتسيطر عليها قدر الإمكان. تقنية تخفيض التصعيد اللفظي معتمدة وبشكل كلي على العقل وإشارته فأنت تتعامل مع عقلك قبل أن تتعامل مع جارك.

أول ما عليك فعله في تقنية إدارة الموقف الاستماع؛ عندما يرفض الجار التعاون حاول أن تستمع لما لديه من معلومات أشعرت بأنه مسموع وحاول أن لا تقاطعه ولا تجبره على أن يستمع لما تريد قوله أنت فقط، الجار الغير متعاون قد يكون له أسبابه الخاصة فلا بد من فهمها والتعامل معها، تقبل ما يصدر عن الجار من قول وأظهر له احترام لوجهة نظره وإن لم تتقبل طريقة التصرف والسلوك بعدم تقديم يد العون، وخلال الاستماع وفي حال صدر عن الجار أي قول مستفز وغير منطقي وعقلاني حاول أن تتحكم بما لديك من أعصاب ولا تظهر الانفعالية باللفظ أو الفعل، فكر مليًا بأن الهدف من التعامل مع الجار حل مشكلة لا إيجاد مشكلة جديدة، أو تعقيد الأمور، هدوئك سبب في أن تمتص ما لدى الجار من مشاعر سلبية وتقلل حده سلوكه الغير مرغوب فيها.

إياك والحكم على الجار حتى وإن أظهر سلوك سلبي بعدم التعاون، أنت لا تعلم ما هي الظروف التي يمر بها هذا الجار سواء كانت ظروف صحية جسدية أو ظروف مادية أو ظروف نفسية، أظهر الود والتعاطف مع هذا الجار وحاوره بطريقة حسنة حكيمة، لا تجبره على أن يبرر كل مواقفه امنحه مساحة آمنة ليشعر بالثقة وبأنه ليس في محل هجوم منك أو من قبل أهالي الحي، التعامل بلطف واحترام سبب في كسب مودة الآخرين وسبب في تغير طريقة تعاملهم خاصة عندما يقترن اللطف بالتفهم والوعي، إياك وإظهار ازدراء من شخص الجار أو سلوكه حاول قدر الإمكان أنت تمتلك زمام الأمور والحديث مهما صدر من رد فعل انفعالي من قبل الجار.

من ناحية أخرى يمكنك أن تبحث في الحاجات الخفية التي يحاول الجار الحصول عليها نتيجة عدم تعاونه، فقد يكون للجار تجارب سابقة سببت له الألم أو الخديعة أو الاستغلال وما يقوم به من فعل غير تعاوني سببه اختصار مسببات الألم النفسي والبعد عن الشعور بالخذلان، وحين تتحاور مع هذا الجار الغير متعاون حاول أن تطلب الدعم من شخص آخر يكون محل تقبل بالنسبة للجار، وجود وسيط في العلاقات هذه قد يكون سبب في بيان وجهات النظر بطريقة أفضل، ولا تحاول أن تطالب الجار بأن يمتثل لما يصدر عنك من قول، فهذا الأسلوب مستفز ولا يمكن أن يحقق نتيجة مرجوة بل قدم ما لديك من معلومة وحاول أن تظهر من خلال الحديث السلوك المرغوب فيه دون أن يكون الحديث بصيغة الأمر واجعل الحديث بصيغة الجماعة أي أن الجميع مطلوب منهم فعل هذا الأمر الذي أنت تتحدث عنه، وفي النهاية أعط الجار حق الرفض أو القبول، هذا الأسلوب يجعل من الجار الغير متعاون لين الجانب ومقبل على التغيير حيث أصبح يرى نفسه يتمتع بحرية الرأي والقرار والسلوك وليس محكوم بأمر معين.

اجعل الحديث والحوار بنك وبين الجار قائم على عبارات التفهم، فإصدار عبارات أن أفهمك حدثني أكثر ما لديك من أسباب يجعل الجار الغير متعاون يشعر بأنه على الرغم من تعاونه هنالك من يستوعب ما لديه من أمر ويتفهم ظروفه مما يشعره بالهدوء ويخفف ما لديه من توتر يمنعه من تقديم العون وتغير وجهة نظره في نهاية الأمر وهنا ابتعد عن الدافع عن ما لديك من وجهة نظر حتى لا تظهر بمظهر الشخص الأناني الذي يريد تحقيق مصلحته ومصلحة الآخرين على حساب ما لدى الجار من ظرف وسبب، وحاول تقديم الاعتذار عن وجود سوء الفهم، اعلم أن الأشخاص بطبيعتهم خيرين، وما يصدر عنهم من سلوك سلبي ناتج عن وجود عوامل محيطة مختلفة، فالشخص الغير متعاون لم يخلص هكذا وإنما تعرض لتجارب مختلفة جعلت من سلوك التعاون لديه غير ظاهر.

بعد الاستماع والحديث وإظهار الود والتفهم عبر عن بعض الحدود التي لا بد أن يلتزم بها الجميع ولا بد من تقديم التعاون فيها وهي في النهاية لا تمثل مصالح شخصية وإنما هي لتحقيق مصالح الجميع إما في البناء السكني أو الحي الذي يقطنون به، حاول أن تكون متيقظ للغة الجسد بالنسبة للجار وحاول أن ترى مدى استجابته لما لديك من قول واستغل إشارات تقبل الأمور وتقديم العون واطلب ما تريد، وحاول إعادة تشكيل العلاقة بينك وبين الجار الغير متعاون.

ومن وجهة نظر شخصية أرى أنه قد يكون الحوار والحديث مع بعض الجيران الغير متعاونين صعب وغير ممكن لوجود توجهات لا يمكن كسرها بالنسبة لهم فهنا لا بد من أن يتم توضيح المسؤوليات التي لا بد من القيام بها من قبلهم وتحمل نتيجة عدم تعاونهم، قد يكون التعامل مع هؤلاء الأشخاص بطريقة الأمر الواقع سبب في أن يتخلوا عن ما لديهم من سلوك سلبي، وطريقة لحل الأمور، فلا يمكن للأشخاص الآخرين تحمل مسؤولية الغير في كل وقت وحين. 

المصدر: