الحل يكمن في التعامل مع النفس وامتلاق الثقة وامتلاك مهارات التعامل الخالية من الريبة والشك، ومن ثم استخدام بعض استراتيجيات المواجهة التي تساعدك على إيقاف مثل هذا السلوك.
ما عليك معرفته أولًا أن التفكير الزائد والحساسية الزائدة اتجاه الأمور قد يسبب لك مثل هذه الآثار النفسية ذات الأثر العميق وعليه لا بد من أن تمتلك الثقة في الأعمال أو الأفكار التي تصدر عنك من خلال مراعاة معايير السلوك أو الفكر الصحيح المتمثل في:
أولًا: مراعاة القيم؛ أي فعل أو فكر لا بد من أن يتوافق ويتسق مع مجموع القيم والأخلاق العامة المجتمعية حتى يكون متقبل من الآخرين بعيدًا عن التفسير الخاطئ، وعليه لا بد أن تحدد ما لك من منظومة قيمة وتبحث عن مواضع الخلل فيها, في إن كان هذه الأفكار والسلوكيات تراعي هذه القيم أم لا.
ثانيًا: مراعاة أساسيات السلامة؛ عندما يكون الفكر أو الفعل لا يتضمن أي نوع من أنواع السلامة الشخصية أو العامة وفيه أثر من آثار الأذية يقابل غالبًا بظن السوء وعليه لا بد من إخضاع أي فعل وقول لمعيار السلامة حتى تؤكد لنفسك قبل الآخرين أن ما تقوم به أمر متقبل مهما نظر إليه الآخرين بسوء ظن. مما يخفف الأثر النفسي لديك.
ثالثًا: مراعاة الأولوية والأحقية والبعد عن الأنانية؛ عند القيام بالفعل أو تقديم الفكر لا بد من وضع الأولويات الحقيقة فيه ومن ثم اصداره بناء على الأولويات والأهمية دون تقديم النفس والمصلحة في كل أمر لأن هذا السلوك يفقد الآخرين الثقة ويجعلك في محل شك وريبة ومحل ظن سوء للكثيرين.
اتباع هذه المعايير في كل فعل وفكر صادر عنك يجعلك غير متأثر بالآخرين لأنك على يقين تام بأنك غير مؤذي للآخرين, وتعلم بناء على ذلك أن الخطأ في الآخرين وليس بك، حيث أن الشخص الذي يسيء الظن دون سبب حقيقي منك هو فاقد للثقة ويصدر هذا السلوك في تفاعله مع الجميع لا معك فقط، وهنا يمكن أن تبدأ في التفاعل مع المشاعر السلبية السابقة التي ترك أثر غير محبب وتتقبل الحقيقة وتعزز ذاتك بطريقة أكبر وبثقة أكبر.
ومن أهم المهارات التي لا بد من امتلاكها والتي تقلل من سلوك سوء الظن من الآخرين أثناء القيام بفعل ما أو إصدار فكر ما:
أولًا: الابتعاد عن الغموض؛ كلما كنت شخص واضح في تصرفاتك وأفعالك كلما كنت متحكم بردود فعل الآخرين أكثر، وجعلت سلوك سوء الظن مختفي قدر الإمكان, فالوضوح أول مسبب للتوقف عن سوء الظن بحيث تكون الأمور واضحة وجلية لا ريب ولا شك فيها بأي شكل من الأشكال.
ثانيًا: الابتعاد عن الكذب وإظهار الصدق؛ إظهار الصدق أمر ضروري إلى جانب الوضوح. والكذب هنا يختلف عن الغموض فالغموض قد يتضمن إخفاء حقائق إلا أن الكذب يعني تحريف حقائق وهنا الكذب سببا في أن ينظر لك بسوء ظن من قبل الآخرين لأنه يفقدهم الثقة فلا بد من امتلاك مهارة الصدق (مع النفس ومع الآخرين) لأن الصدق مع النفس يساعد على الثقة بالنفس من ناحية أخرى.
ثالثًا: تحمل المسؤولة؛ عندما تقوم بفعل أو تقدم فكر ما لا بد أن تتحمل المسؤولية كاملة ولا تكن اتكالي أو معتمد على الآخرين لأن الاعتمادية والاتكالية يعني إلحاق الأذى بالآخرين بطريقة أو بأخرى مما يعني وجود سوء الظن.
امتلاك هذه المهارات يساعد لاحقًا في التعامل مع هؤلاء الأشخاص عن طريق استراتيجيات المواجهة والتي تتمثل في:
أولًا: توضيح وجهة النظر الحقيقية: أن يقابلك أحد بسوء ظن أمر فيه شعور بالظلم والقهر ولا يمكن التوقف عند هذه المشاعر بالصمت والسكوت وعليه لا بد من بيان ما لك من وجهة نظر حتى لا تترك الأثر السلبي على نفسك الذي قد يكون سبب في فقدانك تقدير الذات واحترام الذات، وسبب في شرح الموقف بطريقة تمحي اللبس.
ثانيًا: تصحيح الفعل إن كان فيه خلل؛ في حال كان فعلك أو فكرك في أي أمر سلبي لا بد من مواجهة سلوكك أو الفكر وتصحيح ما فيه من سلبية وخطأ لإعادة الثقة لمن يقابلك بسوء الظن ولتجعله يرى أن الخطأ في الفعل أو الفكر لم يكن عن سابق إصرار وبالتالي سوء الظن لم يكن بمحلة، ولن يتكرر.
ثالثًا: التجاهل؛ وجود شخص لا يثق بأحد ويظن ظن السوء بك بشكل مستمر على الرغم من اتباعك معايير السلوك الصحيح يطلب منك التجاهل؛ تجاهل سلوك سوء الظن من أهم الوسائل التي تتعامل بها مع مشاعرك ونفسك بحيث تتخلص من اي اثر قد يترك, ولكن هنا التجاهل لا يعني أن يصدر بعبثية دون وعي فلا بد أن يكون التجاهل قائم على وعي ذات حقيقي.