أول ما عليك فعله هو أن تتعاملي مع عقلك وتعلمي أن طفلك ليس بالشخص السيئ حتى لا تزيدي من سوء ما لدى الطفل من مشكلة واعلمي أن ما يظهر عنه من سلوك له سبب كالشعور بالضيق أو الاكتئاب أو عدم امتلاك مهارات التفاعل الاجتماعي أو الشعور بالدونية، اعلمي أن الطفل يعاني من مشكلة وخطب ما وهو بحاجة للمساعدة قبل الحاجة للتوجيه أو تعديل السلوك فلا يمكن أن تعدلي سلوك الطفل الحالي المتمثل بالتنمر دون علاج السبب وراء هذا التنمر.
ومن أهم الأسباب التي تجعل سلوك التنمر يظهر في المدرسة:
- شعور الطفل بأنه منبوذ من قبل الآخرين فيقوم بتصرفات التنمر ليقلل من الشعور بالضيق والانزعاج وهنا عليك كأم في حال وجدت مثل هذا السبب لدى الطفل أن تنمي ما لديه من ثقة بالنفس وتحاولي إيجاد وسائل جديدة يمكن من خلالها أن يبني علاقات صداقة مثل إشراك الطفل في نوادي رياضية واجتماعية بحيث يقل أثر شعوره بالنبذ في المدرسة ولا بد من التواصل مع إلا مركز الإرشادي في المدرسة بحيث يقدمون التوجيه اللازم للطفال في الفصول الدراسية وبطريقة تحافظ على المشاعر الإيجابية وتخفف من نسبة التنمر الظاهر, ومن ثم العمل على توجيه سلوك الطفل بحيث يقل نسبه التنمر وذلك بتحديد فترات التنمر وتوفير البدائل المناسبة بالتعاون مع المعلمات والمركز الإرشادي وتقديم التعزيز من قبل المعلمات ومن قبلك ومن قبل الأب للطفل وإقامة الحوار الدائم حول ما يقوم به الطفل من سلوك في المدرسة وتوثيق العلاقة بين الطفل وبينكم كاهل للحصول على أكبر قدر ممكن من المصداقية والثقة من طفلكم.
- تعرض الطفل للتنمر في الأسرة أو في المدرسة، قد يكون سلوك التنمر الصادر عن الطفل رد فعل عما بتعرض له من تنمر من قبلك كأم أو من قبل الأب أو من قبل الأخوة أو تعرضه للتنمر من قبل طفل آخر في المدرسة يفوقه قوة وثقه. وبالتالي يظهر سلوك التنمر كوسيلة دفاعية ليشعر بالرضا أو ليشعر بالقوة نتيجة ما يقوم به من تصرف وسلوك تنمري. وهنال عليك كأم أن تبحث في ما لديك من تصرف وما لدى الأب والإخوة من تصرفات وتنبهي نفسك والآخرين إلى ضرورة تغير طريقة التعامل بحيث تحمل الحب والثقة والاحترام والتقبل، ومن ناحية أخرى لا بد من التواصل مع المدرسة وتنبية المعلمة للتببع وملاحظة الطفل على فترات متتالية للكشف عن وجود سبب تنمر من قبل الأصدقاء موجه للطفل أو لا، أو يمكن هنا اللجوء للحوار الصريح مع الطفل لكن بعد إقامة علاقة وثيقة بينك وبين الطفل بحث يكون قادر على التحدث بصدق دون أن يشعر بالخوف، بحيث يخبرك الطفل بنفسه عن ما يتعرض له من مشكلات وبناء عليه تقدمي الحلول المناسبة لتساعدية على التخلص من سلوك التنمر.
- قد يكون التنمر صادر عن الطفل لرغبته في لفت انتباه المعلمين أو الأهل، تعرض الطفل للإهمال من قبل الكادر التعليمي ومن قبل الأهل سبب في أن يسلك سلوكيات تستعدي انتباه من يقابله بالإهمال، وهنا لا بد من تقديم الاهتمام الكافي للطفل الذي يتضمن السؤال عن الطفل والحديث إليه فيما لديه من احتياجات ومحاولة تحقيقها بطريقة فيها الحب والتقدير، ومن الأمور التي تساعد الطفل على أن يشعر بالاهتمام توفير وقت كافي لقضائه مع الطفل ولا يكون الوقت بعدد الساعات فقط وإنما لا بد من مراعاة جودة الوقت وما يقدم فيه من محتوى، ليشمل القيم والعواطف والتوجيه.
- وجود مشكلات إدراكية لدى الطفل تجعله يرى في السلوكيات الموجه إليه من قبل الآخرين على أنها سلوكيات عدائية وهنا يمكن أن يكون للخبرات السابقة التي مر بها الطفل سبب في تكوين هذه الأفكار وعليك كأم هنا أن تساعدي الطفل على تطوير ما لديه من ادراك وتحاورية بطرق تفاعل الناس وتوضحي له ما هو السلوك الطبيعي وما هو السلوك الغير طبيعي، كما لا بد أن توضحي للطفل ما لدى الآخرين من مشاعر فعليه أن يدرك مشاعر الآخرين حتى يكون قادر على أن يتوقف عن سلوك التنمر ولا بد هنا من الاشتراك ما بين الأهل والمدرسة بحيث تجدين كأم النتائج المرجوة.
مهما كانت الأسباب يمكن أن تكون الاستراتيجيات العامة في مواجهة التنمر تتمثل في الحديث مع الطفل لتقديم العلاج الصحيح، وزيادة ثقة الطفل بنفسه فمهما اختلفت أسباب التنمر فغالبًا ما ترتبط بالجانب النفسي، وخلق بيئة آمنة داخل الأسرة وخارجها بطلب المساعدة من الجهات المختصة وفي مثل حالتك تكون المساعدة مطلوبة من المعلمين وقسم الإرشاد.
بعد معرفة الأسباب ومحاولة التخلص منها ابدئي ببيان عواقب الأمور ففي كل مرة يظهر فيها سلوك التنمر عن الطفل عليه أن يعلم بأنه سيواجه عقوبة معينه اجعليه يتحمل مسؤولية ما يصدر عنه من سلوك بحيث يكون قادر على الالتزام. وقدمي في المقابل طريقة التصرف الصحيحة لا تقدمي العواقب والعقويات دون تقديم طريقة صحيحه للتعامل بحيث لا يكون للطفل أي حجة ليصدر سلوك التنمر.
حتى لو أوقف الطفل سلوك التنمر في المحيط الذي أنت فيه ابقي مراقبة له ومتصلة مع المدرسة لتتأكدي من توقف السلوك بشكل تام وحتى تقدمي المساعدة بالوقت اللازم والصحيح للطفل عند اللزوم وحتى لا يطور ما لديه من سلوك بطريقة سلبية بشكل، أكبر حافظي على التواصل ما بينك وبين الطفل حتى بعد انتهاء سلوك التنمر لا تتوقفي عن التواصل معه حتى لا يعود السلوك الغير مرغوب فيه.
تقديم الحب للطفل من أهم الأسباب التي تخفض نسبة السلوك السلبي المتمثل بالتنمر وهنا يمكن طلب الدعم من قبل الأسرة الكبيرة والمحيط بتقديم الحب للطفل المتنمر بحيث يشعر الابنتماء للمحيط والأصدقاء ويقلل من سلوكه ولكن يجب الانتباه بأن لا يكون هذا الحب سبب في تعزيز ما لدى الطفل من سلوك سلبي ففي كل مرة يظهر فيها الحب لا بد من بيان ما لديك من مشاعر رفض عن سلوك التنمر.