خجل طفلي المُفرط، كيف أتخلص منه
يولد الانسان مع صفات وطِباع عديدة، منها التي تتطوّر معه وتُعزز من خلال البيئة ومنها التي تختفي مع الوقت، اي ان للبيئة التي يعيشبها الشخص تأثير شديد على تعزيزها أو الغائها، وفقاً للظروف والمواقف وردّات فعل الاهل تجاه الطفل عند كل موقف.
من هذه الصفات هي الخجل، قبل أن أحكُم على طفلي بالخجل المُفرط مهم ان أسأل ذاتي كأُم الاسئلة التّالية:
ما هو قصدي بالخجل المُفرط؟
ما هي توقعاتي من طفلي وتصرفاته خارج المنزل؟
ما هي المواقف والظروف خارج المنزل مع طفلي اللي تُعتبر بنظري خجل مُفرط؟
اي الاماكن ابني خجول بها؟
هل تصرفاته خارج المنزل تُعيق حياته الاجتماعية والنّفسية؟
مهم كأهل أن نعرف أنه ليس من الضروري ان يكون ابني إجتماعي ولديه العديد من الأصدقاء، ليس شرط ان يتحدث مع كل شخص يقابلهويصادفه خارج المنزل، مُمكن أن يكون ابني يُحب أشخاص مُحددين، ممكن انه لا يُحب ان يتعامل مع كل شخص جديد.
واجبي كأم ان أحترم إختياراته ورغباته ولا أُجبره على تطوير علاقات هو لا يريدها او لا يحبها او غير مرتاح بها. عليّ ان احترمه وأتركهيتصرف على طبيعته.
الخجل يُعتبر مشكلة بحاجة لحل عندما يُشكّل ويصبح عائق في حياة الطّفل وتطوّره، في حال طفلي غير قادر او لا توجد عنده الامكانيةللتواصل مع الآخرين، او غير قادر عن التّعبير عن ذاته واحتياجاته، وأيضاً عندما يصبح الخوف سبباً رئيسي للخوف والقلق.
في هذا الحالات واجبي كأهل ان اتدخل وأساعد طفلي، كيف يمكنني مساعدته:
- أولاً وقبل كل شيء وفي كل حالة علي تقبّل ابني بكل صفاته، رغباته وقدراته، وعدم جعله يشعر بأن الخجل مشكلة او صعوبة وأنأُضخّم الموضوع، الا انه علي ان اساعده ان يتقبّل ذاته هو أيضاً وانّه مع التدريب ممكن ان نتغلب على كل شيء.
- تعزيز ثقته بنفسه، عدم انتقاده او تهميشه امام الناس، او اعطاء الملاحظات له في المواقف المختلفة اللتي تزعجني تصرفاته بها، بلالعكس صحيح يجب دائماً تشجيعه وتحفيزه واعطاءه الملاحظات الايجابية، طبعاً مع المحافظة على نطاق المعقول والمنطق وبحسبقدراته فعلاً (اي ان لا تكون إطرائاتي له وملاحظاته غير واقعية وغير مناسبه لافعاله ولشخصه)
- مساعدته على التّعرف على هواياته ورغباته، والامور التي يحبها ومساعدته لتطوير المواهب، لان التركيز على نقاط القوة يزيد من مُعدلالثقة بالنفس والتقدير للذات.
- مساعدته للتعبير عن مشاعره وإحتياجاته وإعطاء شرعية لمشاعره وأفكاره طبعاً مع متابعته وإرشاده.
- دمجه في أنشطة مختلفة تعليمية وترفيهية (تمثيل ومسرح/ فنون/ حركة...) اللتي من الممكن ان تساعده ايضاً على تطوير علاقاتهومهاراته الاجتماعية وتساعده على التّعرف على أصدقاء جداد وبناء علاقات جديدة. وايضاً تطوير علاقاته مع زملائه بالمدرسة.
- مشاركته بأمور خاصة بي ومواقف حدثت معي، والاستماع لرأيه واخذه احياناً بعين الاعتبار (طبعاً وفقاً للموقف والمنطق) هذا الامريعزز ايضاً من استقلاليته وثقته بنفسه.
للبيئة وتعاملها والتجارب اللي نمرُّ بها تأثير شديد على تطوير شخصياتنا وصفاتنا، اي ان العديد من الصفات ممكن ان تكون مُكتسبة ايهي نتيجة لمواقف وظروف عززتها وطورتها، لذا كأهل واجبنا ان نعرف كيفية التّصرف الصحيح تجاه كل صفة، وذلك عن طريق التّعرف لابنناعن طريق التحدث والحوار معه بشكل دائم ومشاركته المشاعر والافكار لكي نستطيع التواصل معه ومعرفه مهاراته ومساعدته في تطويرها،واجبنا مساعدته على تعزيز ثقته بنفسه وان يُطوّر شخصية مُستقلة تتميّز بالاكتفاء الذاتي، يعرف تمييز نقاط قوته وضعفه والتعامل معهابشكل صحيح وسليم.
يمكنكم أيضاً التواصل للاستشاره بحسابنا عالانستغرام.