كيف أتخلص من احتياجي الدائم للبشر الذي كان بسبب أنه لم يساعدني أحد في شيء وأنا صغير حتى أبي وأمي حتى نشأت أفقد الثقة بالنفس وروح المبادرة وأخاف المواجهة وأكره كل الناس وعندي نقص؟

1 إجابات
profile/أريج-جولاق-2
أريج جولاق
الفنون والتصميم
.
٢١ سبتمبر ٢٠٢١
قبل ٣ سنوات
سؤالك مليء بالتفرعات سأجيب عن كل فكرة على حدة، أولاً لا يمكننا العيش دون بعضنا بعضًا، فقد خُلق البشر على هذه الأرض مُكمِّلين لبعضهم بعضًا، كلٌّ يؤدي واجباته ليستحق حقوقه في المقابل، ولا يمكنك فعل كل شيء وحدك في هذه الحياة، لذا عليك أن تتقبَّل أولاً فكرة وجود الناس من حولك، وأنَّهم متفاوتون في أخلاقهم وتعاملهم.


قد تكون تعرَّضت للأذى في كثير من الأحيان، لكن هذا لا يعني أنَّ جميع الناس سيئون! حتى السيئين يوجد فيهم جانبٌ خيِّر، فلا تحاول أن تسلط الضوء دائمًا على الجانب السيئ منهم.


وبالعودة إلى ماضيك كما قلت أدعوك أن تراجع ذكرياتك مع أمك وأبيك، هل يُعقَل أنَّك كبرتَ وحدك دون رعاية ومساعدةٍ من أمك وأبيك! لا أظنُّ ذلك، ربما كان أبواك مقصرين قليلًا في حقك، لكن هذا لا يعني أن تنكر فضلهما عليك.


ربما كانا يحاولان تربيتك على أن تعتمد على نفسك، وربما كانا يفتقدان الأساليب الصحيحة لرعاية وتربية الأطفال، لكن هذا لا يعني أن ننكر فضل الوالدين علينا، يكفي أنَّهما سبب وجودنا في هذه الحياة! ومن حقِّهما علينا برُّهما والدعاء الدائم لهما، فقد قال الله تعالي: (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا). سورة الإسراء، آية: 24.

أما عن كيفية التخلَّص من (بعض) احتياجك للناس، فحاول أن تُقلِّل اعتمادك عليهم، واعتمد على نفسك في قضاء حاجياتك، وكن متعاونًا مع من حولك من أسرتك وزملائك حيثما تكون.


وكن متيقنًا أنَّ اليد الممتدَّة للآخرين لا بُدَّ أن تعود مليئة يومًا ما جزاءً ما صنعت من خير، فالخير موجود في هذه الدنيا، ساعد وابذل ما استطعت، وستجد من يساعدك ويبذل لك وقت حاجتك، وإن لم تجد، يكفي أنَّك قدَّمت الأفضل يومًا ما.


وحتى تستعيد ثقتك بنفسك حاول أن تُقحم نفسك في أعمال خيرية في مجتمعك، أو قم بزيارة أصدقائك وأقاربك، ولا تُبقِ نفسك حبيسًا في غرفتك تخشى التعامل مع الناس، فالكثير من البشر ما زالوا يملكون الروح الجميلة والقلب الطيب الذي يتسع للجميع، فقط ابدأ بخطوة من عندك.


وتذكر دائمًا هذا الحديث الشريف: (المؤمِنُ الذي يُخالِطُ الناسِ ويَصبِرُ على أذاهُمْ، أفضلُ من المؤمِنِ الَّذي لا يُخالِطُ النَّاسَ ولا يَصبرُ على أذاهُمْ). رواه الألباني ، في صحيح الترمذي.


  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة