كمحلل أدبي، هل هنالك عوامل تحددك في تحليلك للأعمال الأدبية أم بإمكانك اتباع منظورك الخاص في التحليل؟

1 إجابات
profile/بتول-المصري
بتول المصري
بكالوريوس في آداب اللغة الانجليزية (٢٠١٨-٢٠٢٠)
.
٢٢ ديسمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
     رغم أن الأعمال الأدبية هي أعمال شخصية، إلا أنها خُلقت لتعرض على جمهورها، فكان لا بد إزاء ذلك أن تتعرض للنقد والتحليل. تبعًا لذلك ترى أن هنالك فرقًا بين النقد والتحليل. فالتحليل هي العملية التي تسبق عملية النقد للعمل الأدبي، وتعرف بأنها مرحلة الكشف عن أسلوب الكاتب والعوامل التي أثرت عليه حتى استطاع الخروج بهذا العمل على هذه الصورة، فإن بيئة الكاتب وماضيه وحاضره وتصوراته وتوجهاته لها كبير الأثر على إنتاجه الأدبي. ثم تأتي عملية النقد، وهي عملية موضوعية وحيادية، وتشبه العمل الأدبي من ناحية الإبداع، وتقوم على تفسير وتقييم العمل الأدبي على مرحلتين بعد قراءة النص وتحليله. فيقوم الناقد أولًا بشرح العلاقة بين العناصر ومعرفة الرسالة التي يود المؤلف إيصالها، ثم يصدر حكمه الكامل على النص المبني على التدقيق والفهم الشامل للعمل.

     أما فيما يخص عوامل تحليل النص، فهي واضحة ومتعارف عليها. ولكن يحدث أحيانًا أن يرى المحلل الأمور من زاوية مختلفة، فتكون هذه لمسته الخاصة في عمليته التحليلية. سأعرض بعض النقاط الرئيسة في التحليل، وسأذكر طريقتي في بعض المواضع:
  • يبدأ المحلل بقراءة النص عدة مرات بتأني وروية حتى يستطيع الإلمام بالموضوع بشكلٍ عام وتذوق معاني النص. كمحلل؛ اعتدت حمل أسئلة عن النص في عقلي لأبحث عن الإجابات خلال القراءة.

  • الخطوة الثانية وهي الأهم؛ أن يبحث المحلل في بيئة الكاتب التي خرج منها بهذا العمل، فهي العامل الأول المؤثر. ثم يجب البحث في أمور أكثر تفصيلًا من المؤثرات مثل اسمه وتاريخ ميلاده، ومكان نشأته، وأعماله السابقة، والجوائز التي حصل عليها، وتوجهاته، وتعليمه. وإن كان متوفىً فيجب معرفة أسباب الوفاة وتاريخها. كل هذه الأمور وإن ظهرت كأنها تفاصيل كثيرة فهي شديدة الأهمية للكشف عن أفكار الكاتب وعلاقاتها داخل النص.

  • ثم مرحلة تفصيل الأفكار والعناوين الجانبية للعمل، فيجب ملاحظتها بدقة وفهمها وتحديد أهميتها. أما بالنسبة لي فقد كنت أعود للنص عادةً، وأبحث عن أدلة تتعلق بالأفكار الرئيسة وأحددها. 

  • بعد هذا كنت ألجأ إلى البحث في الأعمال الأدبية الأخرى التي أثر بها الكاتب، وقراءة النقد والآراء حول أعماله السابقة وأسلوبه وأفكاره.

  • في هذه المرحلة يعمد المحلل إلى محاولة ادراك عاطفة الكاتب، وفهمها، وتحليل مدى واقعيتها وصدقها بناءًا على ما تحمله أفكار العمل من مشاعر وعواطف كإنعكاسات للكاتب نفسه.

  • ونهايةً تكون مرحلة الخروج بتحليل رسالة العمل والقيم والمبادئ التي يحملها بغض النظر عن شكلها المذكور بين الصفحات.

  • بعض المحللون يذهبون إلى تحليل النصوص عن طريق ملاحظة طول النص والعبارات أو قصرها مثلًا. بالإضافة إلى ملاحظة المفردات والمصطلحات وبيان مدى صعوبتها وبلاغتها. ثم استخراج الصور الأدبية للنص عن طريق دراسة الخصائص الفنية. وأخيرًا؛ معرفة أسلوب الكاتب وسبب استخدامه لهذا الأسلوب والغرض منه.


     إن كانت هذه أكثر النقاط المتبعة للمحللين إلا أن البعض منهم يلجأون لأمور أخرى تساعدهم أكثر في الملاحظة والتفسير، وتسهل عليهم عملية التحليل. أما بالنسبة لمنظوري الخاص فهو ليس ثابت، إذ أرى أن أسلوب التحليل يعتمد على نوع النص الأدبي واختلاف المؤلف وما إلى ذلك.