باعتقادي أنك ستندهش من الرقم، لكن هذه هي الحقيقة. التّماسيح يمكنها العيش دون غذاء ولا ماء لشهور عديدة قد تصل إلى سنتين كاملتين!
لابد أنك الآن تتساءل كيف يمكنها ذلك؟ سأجيبك، متى غالباً الكائن الحي يحتاج للغذاء؟ عندما يحتاج للطاقة. متى يحتاج للطاقة؟ عندما تنفذ طاقته. متى تنفذ طاقته؟ غالباً عندما يتحرك كثيراً.
حسناً، والتماسيح هذا ما تفعله بالضبط حتى لا تُحوج نفسها للماء والغذاء، إنها تتحرك ببطء وأحياناً تبقى عديمة الحركة لفترات طويلة، بالتالي تستطيع أن تتكيف مع العيش دون شرب الماء أو تناول الغذاء لكل هذه المدة الطويلة.
لكن، ماذا عن بقائها خارج الماء؟ هل تستطيع تحمل كل هذه المدة؟
في الواقع الوضع الطبيعي للتماسيح أن نصفها في الخارج ونصفها في الداخل، فهي تبقي معظم جسمها في الماء باستثناء فمها وعينيها وأنفها الذي تتنفس به، فهي تستصعب الحياة البرية بالكامل، فالماء يبقيها رطبة وحيوية أكثر، لذلك تفضل العيش فيه أكثر كونها تكون أكثر مرونة فيه. في المقابل فهي لا تتمكن من الغطس بأكملها داخل الماء لأن عملية التنفس عندها تتم عن طريق تنفس الأكسجين من الهواء الجوي عبر رئتيها.
أحياناً تغطس التماسيح وتسبح في الأعماق ويمكنها في الوضع الطبيعي التحمل دون تنفس لمدة تصل إلى 15 دقيقة، وفي حالات الطوارئ يمكن أن تكيّف نفسها للبقاء دون تنفس لمدة تتراوح بين ساعتين إلى ثلاث ساعات، وكلما كان عمر التمساح أكبر استطاع التحمل أكثر وكلما كان الماء بارد استطاع التكيف معه دون تنفس بشكل أكبر، وذلك لأنه كلما كان الحيوان أكثر برودة كلما انخفضت لديه معدلات الأيض واستهلاك الأكسجين.
قد يتساءل البعض كيف لا يغرق التمساح وهو لا يمتلك شفاه بالتالي لا يستطيع إغلاق فمه؟ الجواب ببساطة أن الله أبدله عن ذلك بأن جعل له سدادات في فمه تمنع من دخول الماء للرئتين بالتالي تحميه من الغرق.
التمساح من الحيوانات الخاملة الكسولة، كثيرة النوم، خاصة في فصل الشتاء، وربما يعود ذلك لكونها من ذوات الدم البارد فهي لا تستطيع توليد الحرارة والحفاظ على توزان جسمها وتكيفه مع تغير درجة الحرارة، وقد لوحظ عليها أنها تقوم بعمل حفرة بجانب النهر أو البحيرة أو المستنقع من أجل أن تستقر فيها في حالة السبات الشتوي.
أفضل الظروف المناخية للتماسيح هي المناطق ذات الحرارة والمطر في آن واحد، بالتالي فهي تعيش في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية.
15 مشاهدة
