أن سؤالك يا صديقي يثير الفضول والمعرفة الى الإبحار قليلا في الأبقار الهولندية كنوع من أنواع البقر المنشرة حولنا. فلنبحر سويا في زيادة مخزوننا المعرفي سويا.
تعتبر البقرة الهولندية من أكثر أنواع الأبقار إنتاجا للحليب والألبان لذلك يكثر تداولها كمادة غذائية ومنتجة للحليب بين دول العالم، لأبقار الهولندية تمتاز بأنها ذات مظهر قوي وحجم كبير ومنتشرة إلى حد بعيد في معظم بلاد العالم خاصة هولندا وألمانيا والدانمارك وإنجلترا والولايات المتحدة ونيوزيلندا وجنوب أفريقيا.
إن البقر الهولندي يكلف ما يقارب 5000 أورو في هولندا، حيث طبيعة هذه االأبقارانها تهضم العشب في المرعى ولكن للأسف المزارع تتحكم بتغذتها لإنتاج اللبن بالكمية والكفاءة الذي يريدها المزارع باستخدام نظام غذائي يعتمد على أقراص علائق الحبوب والتي تحتوي على مواد إضافية مثل الحيوانات المطحونة من الفضلات المعالجة والعظام، أي إذا تمعنا قليلا مما سبق فقد نستنتج أن الأبقار تحولت إلى حيوانات آكلة لحوم ومما يزيد ذلك من فرصتها لنقل الأمراض إلى غذاء الإنسان ومن هذه الأمراض مرض جنون البقر، ويطلق على هذه الأغذية بالعلائق المخلطة التي تعوض نقص الفيتامينات في الأبقار الذي كان يسده القيام بالرعي ولا سيما بعد إضافة الهرمونات والمضادات الحيوية لها.
ومن هذه الهرمونات هرمون مونسانتو بوسيلاك الذي يستخدم كهرمون نمو في المزارع الكبيرة لزيادة إنتاج اللبن بالرغم أنه يعرض هذه البقر إلى الذبح بعد عام من استخدام الهرمونات عليها لما لها من آثار سلبية يؤدي الى انهاك وضعف جسم البقرة.
يبلغ طول البقر الهولندي حوالي 1.5 متر من كتف البقرة وصولا إلى الأرض وتزن إلى ما يقارب 1500 رطل ويتراوح عمرها بين 25 إلى 30 سنة، وتتلون الأبقار الهولندية بالتبادل بين الأبيض والأسود من رأسها لحت تصل الى الكفل كما تتواجد باللون الأحمر والأبيض، فهي تتمايز بدرجة انتشار البقع عليها وتركيز كل من لوني الأسود والأبيض على جسمها. بالإضافة إلى ذلك يكون متوسط إنتاج البقرة الهولندية 8500 كجم لبن مع بنسبة 3.7% من الدهن ويزيد سنويا مع استمرار التحسين الوراثي.
تمتاز البقرة الهولندية بسهولة تأقلمها مع الظروف المتباينة المختلفة وسهولة قيادتها وهدوئها النسبي إضافة إلى إنتاجها العالي للبن، ومن جهة أخرى تعاني هذه الأنواع من الأبقار بحساسية منطقة الأظلاف مما ينعكس ذلك على حدوث مشاكل في منطقة الحوافر مما يلزم المزارعين على زيادة العناية بالأرجل والفرشة تحت البقر ومراعاة جفاف الأرضية، ويكون برنامج العناية التناسلية عالي جدا بالإضافة إلى برنامج المحافظة على الضرع لزيادة الإدرار بأحسن إنتاجية.
إن الأبقار الهولندية يمكن أن تتأقلم مع عدة خصائص مناخية كالمناخ الجبلي مثلا في المرتفعات والذي يعتبر من البيئات المناسبة لسلالة الأبقار الهولندية أما في المناطق الحارة يستخدم المكيفات لتبريد الجو ليصبح الطقس أكثر ملائمة لتربية الأبقار، ويمكن اعتماد الأعلاف الخضراء كالتبن والربية الطبيعية لإنتاج الحليب البيولوجي ويمكننا اعتماد الأعلاف المركزة والسلوجة والمركبة في إنتاج الحليب في مزارع تربية الأبقار.
أن أصل الأبقار الهولندية تعود إلى ساحل بحر الشمال الذي يقع بين الدنمارك وهولندا مما ادى الى تنسيبها بالجنسية الهولندية لدى مربى الأبقار وعدد كبير من الناس، حيث أن هذه السلالة شهدت تطورا في الخصائص الوراثية لإنتاج الحليب وخصوصا بعد الحرب العالمية الثانية حيث تبنت بعد ذلك هولندا وفرنسا بتحسين نسل سلالة الأبقار الهولندية والحصول على أبقار أكثر إنتاجية للحليب، أن إنتاجية هذه السلالة من الحليب يتراوح في المتوسط 9330 كلغ من الحليب خلال السنة بجودة عالية كما أنها إنها تزود المصانع إلى ما يقارب 80% من الحليب الذي يستخدم في صناعة العصائر واللبن والجبن لما يحتويه هذا الحليب من نسبة كازيين عالية وذلك يعود لما تملكه من قابلية عالية على تحويل الأعلاف إلى إنتاج الحليب وامتلاكها معدل نمو عال بالإضافة إلى قابلية تربيتها في الحظائر.
62 مشاهدة
