بماذا يلقب شهر شعبان؟

2 إجابات
profile/غادة-شمسي-أم-مريم-1
غادة شمسي أم مريم
كاتبة في المجال الديني والروحاني
.
٣٠ ديسمبر ٢٠١٩
قبل ٥ سنوات
شهر شعبان المُعظَّم هو من الأشهر الفضيلة التي لها مزيد تشريف وتكريم ورفعة في الحضرة القدسية. فهو يسبق شهر رمضان الكريم وسُمي شعبان لتشعّب وتعدد صنوف الخير فيه من صيام وصلاة وصدقة وأعمال بِرّ وصلاة على رسول الله عليه كل صلوات الله. ويُسمى بشهر النبي حيث جاء في بعض الأحاديث النبوية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:" رجب شهر الله وشعبان شهري ورمضان شهر أمتي".
واختُصَّ شعبان بكثرة الصلاة فيه على النبي العدنان لأنه الشهر الذي نزلت فيه آية الصلاة على النبي أي قوله تعالى:{إنَّ الله وملائكته يصلّون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلِّموا تسليما}.
لذلك درجَ الصالحون المحبون لرسول الله عليه صلوات الله وسلامه في شهر شعبان بعقد مجالس الصلاة على النبي في البيوت والمساجد التي هي بيوت الله والتسابق في الصلاة على النبي حيث قد يبلغ وِرد أحدهم في الصلاة عليه عشرة آلاف صلاة في اليوم والليلة.  

قِصيِّر هي لفظ تصغير لـ: قَصِير .> ولنا في السودان قديماً تسميات شعبية للشهور العربية، خصوصاً التي لها علاقة بشهر رمضان المعظم من قبل ومن بعد، وتجد أن تلك التسميات خاصة عند النساء مثل: الكرامة والكرامتين وسايق والفَطرُ وغيرها، ومن ضمنها فقد حُظي شهر شعبان بـ«تسمية خاصة عندهن وهي: «قِصِّير ». > فلماذا يا ترى يوصف شهر شعبان بـ «قِصِّير» مع أن عدد أيامه بعدد الشهور الأخرى قد يكون ثلاثين يوماً أو تسعة وعشرين يوماً بثبوت هلال شهر رمضان بعده بعد رؤيته؟ > كان كثير من المسلمين ومازال بعضهم إذا ولد لهم مولود «ذكر» في أحد الشهور المباركة سموه باسم الشهر تيمناً، مثل رجب وشعبان ورمضان.. ما عدا شوال، فإن ميلاد المولود إن كان في العيد سموه «عيد». > وشهر شعبان هو الشهر الثامن من الشهور القمرية، وسمي بذلك قديماً لتشعب العرب فيه، أي تفرقهم في طلب المياه. > أما توصيفه بقصير عندنا قديماً، فلربما لأن الناس ينظرون لدنو شهر رمضان المعظم بعده مباشرة، ويتطلعون في أواخره لرؤية هلال الشهر الكريم. > إضافة إلى أن الاستعدادات لشهر رمضان كثيرة ومن عاداتنا هي «عواسة الآبري» وإعداد الناس لبعض الوجبات الرمضانية كتجفيف البصل واللحم «الشرموط» لصناعة العصيدة والتقلية وغيرها، هذا فضلاً عن استعداد الرجال له بشراء الأباريق والمفارش من الأسواق وهذه أيام موسمها، لذلك ينظر إلى الشهر قياساً بكبر حجم مشغولياته على أنه فترة قصيرة فسمي الشهر «قِصِّير» .> والجانب الآخر هو الجانب النفسي، فقد سألت إحدى النساء فقالت: بعض الذين يتهيبون الصوم يرون أن هذا الشهر يسرع بهم نحو رمضان، فهم درجوا على حساب أن رمضان يبقى له كذا من الشهور، ولكن بدخول شعبان الحساب يصبح بالأسابيع ثم بالأيام وبعدها ساعات حتى يترقبوا بعد ذلك رؤية هلال الشهر العظيم. > إذن فالشهور التي تسبق رمضان مثل رجب وشعبان تحكي لنا عن رمضان والذي يعقبه هو شوال فيحمل في غرته عيد الفطر المبارك. > النبي صلى الله عليه وسلم كان «يصوم شعبان كله»، وورد ذلك في صحيح مسلم، وفي رواية أخرى «كان يصوم شعبان إلا قليلاً» .> انظر إلى شهر رمضان المعظم.. فحتى الشهور التي كانت تبشر عنه هي شهور عظيمة، وحتى الشهر الذي يليه فإنه يحمل في غرته عيداً للمسلمين، وأهم ما فيه غفران الذنوب .> واليوم نحن في شهر شعبان أو «قِصِّير» كما يحلو لمن كانوا يسمونه قبلنا، فلنسرع في طاعة الله فيه أكثر من سرعة إعداد المأكل والمشرب، فالله أمرنا بأن: «وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) سورة آل عمران ــ الآية «133>·