الحمد لله قاهر الجبابرة ناصر المستضعفين,والسلام على سيد المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم,وبعد:
شاءت حكمة الله أن يرسل لقوم فرعون رسولهم موسى عليه السلام,هادياً ومنقذاً من الضلال ليعيدهم إلى عبادة الله الواحد الأحد,لكن فرعون طغى واستكبر وكان من المسرفين,ومنعه كبره أن يسمع نداء الله,ويسلم مع موسى لله,وعَظُم عليه أن يتنازل عن ملكه وسيادته على قومه,ورغم كل المعجزات التي جاء بها موسى عليه السلام, وإيمان السحرة بموسى,لم يزده ذلك إلا استكباراً وعُلُوّاً,فجاءته سياط التأديب الإلهي,الواحدة تتبعها الأخرى علَّه يذَّكر ويؤوب.
عشرة ابتلاءات ابتلى الله بها قوم فرعون,أولاها الدم,حيث تحوّلت كل مياه النيل إلى دم,وماتت كل الأسماك فيه.
ثم ابتلاهم الله بالضفادع,تدخل بيوتهم وغرفهم, ثم سلَّط الله عليهم البعوض والذباب,ثمّ غباراً غطّى البيوت,ثم مرضاً أصابهم فتقرّحت جلودهم, ثم برد قارس,تبعه حر ونار تشتعل,ثم الجراد والظُّلمة,ثم موت أطفالهم دون سبب.
هذه الابتلاءات وردت في كتب التفاسير, قال تعالى:" فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِينَ "
ومن بعدها استطاع موسى عليه السلام وقومه الهروب من مصر,فلحقهم فرعون وجنده,فكان اليمّ مقبرة لهم.
والله غالب على أمره.