برأيك هل يمكن للصراع الصيني الأمريكي أن يغير الاقتصاد العالمي ولماذا؟

بكل تأكيد! فالحرب التجارية الراهنة ستؤدي إلى توطيد العلاقات (الأورو-صينية). إليك وصفًا موجزًا لما قد تحدثه تلك الحرب في المستقبل:

في عام 2017 ، كانت صادرات الاتحاد الأوروبي إلى آسيا أكبر من صادراته إلى الولايات المتحدة!
والأهم من ذلك، أن صادرات الاتحاد الأوروبي إلى آسيا في العقد الماضي كانت تنمو بمعدل أسرع مرتين تقريبًا من صادراتها إلى الولايات المتحدة، بينما كانت صادرات آسيا إلى الاتحاد الأوروبي في عام 2017 أقل قليلاً من صادراتها إلى الولايات المتحدة، لكنها تنمو أيضًا بشكل أسرع، مما يجعل الاتحاد الأوروبي أكثر أهمية بالنسبة لآسيا.
ووفقًا لبيانات (اتجاه التجارة) والصادرة عن صندوق النقد الدولي: تعد آسيا اليوم أكثر أهمية بالنسبة للاتحاد الأوروبي من الولايات المتحدة، وسيكون الاتحاد الأوروبي -قريبًا- أكثر أهمية بالنسبة إلى آسيا من الولايات المتحدة.

يعكس حجم (سوق آسيا للواردات) أسواقها الاستهلاكية المتنامية والمزدهرة. وإذا ما قيسنا بتقديرات الإنفاق الاستهلاكي الفردي، فإن آسيا اليوم تقارب حجم الولايات المتحدة. والفرق الكبير هو أن الإنفاق الاستهلاكي الخاص في آسيا ينمو بمعدل الضعف مقارنة بالولايات المتحدة. والأكثر إثارة للدهشة هي أن الإنفاق الاستهلاكي الخاص بالصين زاد بمعدل 13.8% سنوياً خلال العقد الماضي، وهو أسرع ×4 مرات من الولايات المتحدة. فإذا استمرت معدلات النمو الحالية للواردات في الولايات المتحدة والصين في الأعوام القليلة المقبلة، فستتجاوز الصين بحلول عام 2021 الولايات المتحدة لتصبح أكبر سوق للواردات في العالم.

على خلفية هذا التوجه للسوق، تخلق حرب ترامب التجارية قوة دفع جديدة للاتحاد الأوروبي وآسيا لتسريع فتح أسواقها لإقامة علاقات اقتصادية أوثق. سيؤدي هذا إلى نمو أسرع من العقد الماضي في التجارة بين الاتحاد الأوروبي وآسيا، ومن البديهي أن يصاحب ذلك زيادة في الاستثمارات.

وبالتالي، فإن النتيجة المباشرة للحرب التجارية التي يقوم بها ترامب هي: التكامل الاقتصادي الأسرع والأوسع نطاقًا خارج الولايات المتحدة، مما يسرع من تحول مركز الثقل الاقتصادي العالمي نحو آسيا.

يمكن ذلك وخاصة أن المنافسة بينهما قوية والاقتصاد هو الاولوية الاولى لهم وهو من يتحكم بقوتهم ووجودهم في العالم وما يتبع معه من سيطرة سياسية .