برأيك، هل التأمل رياضة أم أنها مجّرد سلوك روحاني نقوم به؟

يقول لاعب الاولمبياد ومحترف التنس نوفاك دجوكوفيك انه يمارس 15 دقيقة من التأمل يوميا. بالاضافة الى الكثير من الرياضيين من امثال كوب براينت وليبرون جيمس.
التأمل يساعد الرياضيين بشكل كبير على الكثير من الجوانب الايجابية. يمكننا ان نعتبره رياضة عقلية او تحفيز عقلي للجسد بالنسبة الى الرياضيين. كما ذكرت باجابة سابقة فان التأمل يركز على الحاضر والحاضر فقط. يتعرض الرياضيين للكثير من التشويش اثناء المبارزات او المباريات مثلا, كاصوات المشجعين والمعلقين وخصومهم. فتركيزهم على افعالهم وادائهم فقط مطلوب جدا وهو الاساس للفوز والسر هو ممارستهم للتأمل والتمرن على التركيز الشديد على اللحظة الحالية.
في دراسة اجريت على الرياضيين لقياس تحملهم للالم قبل ممارسة التأمل وبعد ان مارسوه لمدة عشرين دقيقة على مدى اربعة ايام. بعد التأمل انخفضت نسبة شدة الالم من 40 الى 57 بالمئة.
ان التأمل يحفز القابلية على الاسترخاء. فبالتالي هو يساعد على تحسين عادات النوم, التخفيف من الارق الذي بدوره يؤثر على الجسد والعقل والاداء كاملا.
في دراسة اخرى اجريت في جامعة وسكونسن اثبت ان ممارسة التأمل يقلل من فرصة التعرض لامراض الجهاز التنفسي. وفي حالة الاصابة بهذه الامراض فهو يخفف من حدتها واعراضها المزمنة. ويضع التأمل بصمته على القلق والاكتئاب والتوتر فيخفف منه بشكل كبير, وانا شاهدة على هذا فأنا امارسه من حين الى حين عند شعوري بالتوتر والتعب. (1)
ان التأمل واليوغا مصدر عجيب للطاقة, احاول قدر استطاعتي ان امارسه في الصباح خصوصا حتى اعيش بقية يومي بنشاط, أعني ان التأمل واليوغا في الصباح افضل منه في المساء, قبل الانشطة اليومية التي نمارسها او الذهاب الى العمل. او حتى بعد الرجوع من العمل ومباشرة اعمال المنزل, التأمل واليوغا يعملان كمولد طاقة مستمر, ومن الناحية الاخرى يساعدان على الاسترخاء عند ممارستهما في الليل قبل النوم. حسب السلوك الذي نتبعه بهما والطريقة.
الخلاصة, ان التأمل رياضة عقلية وجسدية وسلوك روحاني حسب تطبيقنا وتوظيفنا له وحسب نوايانا واهدافنا.

5 Key Benefits That Meditation Has For Athletic Performance (presagiasports.com)

 

برأيي التأمل هو عبارة عن رياضة للجسد والروح معاً، فهي ليست بالضرورة سلوك روحاني مرتبط بالأديان,...
 
 
 كيفية يعمل التأمل؟
 
 عندما تتأمل فإنك تصمت وتتواجد في مكان هادئ، كما يمكنك الاستماع لموسيقى هادئة أو لأصوات الطبيعة كأصوات زقزقة العصافير أو حفيف الأشجار، وتتواجد في مكان هادئ سواء داخل البيت أو خارجه، وتستطيع كذلك أن تشم روائح تدعوك للاسترخاء كزهرة البابونج واللافندر، ومن ثم تبدأ بتخيل نفسك في مكان طبيعي مريح تحبه، ومن الأفضل اختيار ساعات الصباح الباكر أو آخر ساعات الليل للتأمل... فتهدأ أنفساك وتتباطأ وكأنك طفل صغير، وتفكر في اللاشيء أو في أمر يريحك ويسعدك.
 فأثناء خشوعك عند قراءة أو عند الاستماع لنصوص دينية معينة - من أي دين- تذهب مخيلتك لعالم آخر فنتفكر فيما تقرأ أو تسمع، فإن كان النص يتحدث عن التسامح تراك تبحر في عالم التسامح وتقنع عقلك الباطن بتطبيقه على من أساء إليك فتكتسب صفة التسامح بهذه الطريقة مثلاً. وعندما تكون متوتراً عليك بممارسة اليوغا أو أي تمرين استرخاء لينقل عقلك من الوضعية التي يكون مكتظاً فيها بالأفكار إلى التفكير باللاشيء أو بشيء يحبه فيرتاح ويتخلص من التوتر مع مرور الوقت.

كم من مرة قال لك فني المختبر أن تخذ نفساً عميقاً قبل إبرة سحب الدم - وخاصة أولئك الذين يهابون الإبر مثلي- وهل جربت أخذ نفس عميق قبل سكب الماء البارد على جسدك! فالنفس العميق يساعدك على الاسترخاء وعلى تقليل الشعور بالألم بشكل عام.
فأنا أحب أن أختم الاستحمام بالماء البارد لصحة الجسم وتقوية مناعته ولنضارة البشرة كذلك، وقد قرأت هذه الطريقة وبدأت بتطبيقها منذ فترة ونجحت معي.

وسبحان الله... فكل شخص منا يتأمل بالفطرة، فعندما تسرح بشيء ما تحبه أو عندما تسرح وتفكر باللاشيء فأنت بذلك تتأمل! لأن عقلنا وجسدنا وروحنا تحتاج لهذه اللحظات من السلام... لاحظ كيف تهدأ أنفاس الشخص عندما يسرح وكيف ينتقل إلى عالم آخر!

لذا خذ نفساً عميقاً الآن وارتدِ ملابس مريحة وابدأ بالتأمل والاسترخاء... فالتأمل هو الرياضة التي تحتاج.