برأيك ما التحديات التي تواجه اللغة العربية في وقتنا الحالي؟

2 إجابات
profile/أريج-عالية-1
أريج عالية
educational consultant في freelance (٢٠١٨-حالياً)
.
٠٨ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
     تواجه اللغة العربية العديد التحديات في عصرنا الحالي. منها ما هي تحديات داخلية تصدر عن أبنائها أنفسهم، ومنها تحديات خارجية. ساهم عصر الرقمنة والثورة الصناعية الرابعة في مضاعفة هذه التحديات، وزيادة المعيقات التي تجعل أمر العودة للغة صعبًا. سنستعرض الآن بعض هذه التحديات:

* التساهل في استعمال اللهجات: 

حيث أصبح من السهل استخدام مواقع التواصل الاجتماعي. حيث يلاحظ التساهل والاستسها ل واللامبالاة في استخدام اللغة العربية، مع وجود الأخطاء الشائعة بكثافة منها ما يكون نحويًّا او املائيًّا أو لغويًّا. و استعمال الألفاظ العاميّة الشائعة وكأنها مرتبطة باللغة العربية. هذه المواقع لا تخضع لضوابط في الكتابة أو التدقيق. حتى وصل الأمر إلى استعمالال اللغة البيضاء وهي مزيج بين العربية والعامية أو استخدام لغة الرموز أو اللهجة المسماة" العربيزي" وهي الكتابة بالأرقام واللغة الإنجليزية وتكون القراءة بالعربية المكسرة؛ فمثلًا حرف ع يرمز له بالرقم 3، وتكتب "مرحبا أحمد" كما يلي:" Mar7ba A7mad". يزدادالأمر صعوبةً يومًا بعد يوم بتطور هذه المواقع، وزيادة أعداد مستخدميها.

* تناقص مستخدميها:

سبب تناقص مستخدمي اللغة العربية هو قلة استعمالها في كل مكان. ووصل التناقص للمدارس والجامعات التي من المفترض أن تكون معقل هذه اللغة. فيقوم المعلمون خلال دروسهم بالتواصل مع طلابهم، وشرح مادتهم، وإجراء المناقشة والحوار بالعاميّة وحتى نجد أن أصابع الاتهام أصبحت تتجه نحو معلمي العربية أنفسهم للتسهيل على أنفسهم والطلبة. كما تشاركت وسائل الإعلام والمجلات والمدونات الإلكترونية في دعم اللهجات المحلية دون اللغة العربية، والتساهل في إضافة الكلمات العامية وتغيير أصول الإعراب وإضافة الغريب المشوه من كلمات غير ذات الصلّة.

* استبدالها بلغات أخرى:

يدعي البعض أن اللغة العربية قاصرة، ولا يمكنها مواكبة المعارف الحديثة أو العلوم المتخصصة. وأنها لغة التراث القديم والأدبيات المهجورة. مع تزاحم اللغات الأخرى لاحتلال مكانها، ومنها اللغة الإنجليزية والألمانية والفرنسية. ولا ننسَ أثر الاستعمار على اللغة العربية، والذي تسبب في دمج أهل المغرب مثلًا للغة الفرنسية باللغة العربية واللهجة المحلية. كما أن قلة الترجمة والبحث والنشر، وتناقص أعداد الباحثين والكتّاب العرب، قد ساهم في تفوق اللغات الأجنبية عليها وجعل توجه القراء والمتعلمين نحو اقتناء وقراءة المراجع والكتب باللغو الإنجليزية. كما أن التعامل مع العمالة الوافدة بلغاتها المتعددة ساهم بارتفاع نسبة الاستبدال هذه، حيث أن معظمهم يميل للتحدث باللغة الإنجليزية على اعتبارها لغة وسيطة بين كل اللغات.

* العمليات التجارية والاقتصادية:

تعتمد العمليات والأنشطة التجارية والصناعية على تأسيس أرضية اقتصادية بناءً على لغة مشتركة بين الأطراف جميعًا. ومن هنا فإنّ صياغة العقود والاتفاقيات والعطاءات وحتى أسماء الشركات والمؤسسات والمحلات التجارية والأسواق أضحت جميعها باللغة الإنجليزية لسهولة استخدامها، وتوزع مستخدميها في كل انحاء العالم. حتى وصل الأمر لكتابة الإعلانات وإعلانات التوظيف باللغة الإنجليزية، ومن المضحك أن يشترط في المؤهلات الوظيفية الرئيسة لشخص يتعامل مع المواطنين والوافدين العرب أن يتحدث الإنجليزية بطلاقة. 

*الاغتراب الثقافي:

تمر اللغة العربية بأزمة مع مستخدميها، وكأنها الحرب الباردة. أدت هذه الحرب الخفية إلى نفور الأجيال الجديدة من استخدام اللغة العربية، بسبب بعض التوجهات من ذويّهم أو أقرانهم. وخاصة إن كانوا ممن درسوا أو يدرسون في الخارج. حتى أصبحت الثقافة المنزلية ثقافة إنجليزية مع إندثار اللغة العربية وحتى اللهجة العامية. مع وجود النفور المجتمعي أحيانًا ممن يتحدث اللغة العربية، حتى بات كلامنا غريبًا عجيبًا يعُجُّ بالمصطلحات المتشظية العابرة من لغات ولهجاتٍ مختلطة. 

هذه هي بعض التحديات التي تواجه لغتنا الحبيبة، والحلول ليست بالمستحيلة. يجب النظر لتلك التحديات من منظور محكّمٍ علمي، والعمل على نشر اللغة العربية وتحبيبها إلى الأجيال القادمة؛ والذين بدورهم إما أن يرتقوا بها أو يقللوا من شأنها.

المراجع:

  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 5 شخص بتأييد الإجابة
profile/ليلى-عمر
ليلى عمر
Mobile app analysis
.
٠٩ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
انتظرت هذا السّؤال طويلًا حتّى أبوح و"أفضفض"

لازم الكل يعرف أنّ أكبر تحدّي للّغة في الوقت الحالي هو أُسلوب النّاس الثّقيل في التّعاطي معها، تصليبها وتدريسها بطُرق منفّرة، فبدل أن تكون اللّغة العربيّة تسهّل حياة الإنسان وتُحقّق الهدف من اختراع الإنسان للّغة وهو تسهيل التّواصل البشري وإيصال الأفكار بدقة؛ أصبحت عائق بسبب هذه المُمارسات التدريسيّة التلقينيّة. 

لو عليّ؟ كُنت ألغيت هذا الكم من القواعد والنّحو من المدارس وبدلًا من ذلك أغرقت الطّلاب بالكتب الأدبيّة والعلميّة والقصص المترجمة المهمّة لحياتهم الذّهنيّة والاجتماعيّة، فبعدها يأتي معهم النّحو بالسّليقة، وستزخر معاجمهم دون أن يشعروا بكل هذه الصّعوبات والتردّد تجاه مادّة هي بالأصل لسانهم ولغتهم، ستختفي أخطاءهم الاملائيّة بالتدريج بسبب التغذية البصرية لكم كبير من النّصوص، كنت سأُعلمهم أنّ علامات التّرقيم ليست درسًا داخل بالامتحان أو غير داخل بالامتحان؛ بل هي إشارات وُجدت لخدمة نُصوصهم وكتاباتهم، كنت سأُعلّمهم من أين جاءت لهجاتهم وكيف اختلطت بلهجات ولغات أُخرى، كنت أوليت اللهجات جزءًا مهمًّا من التدريس لأنّها أصبحت جزءًا رئيسيًّا في حياة العرب اللغويّة، ولن أُحارب العاميّة كما يفعل مُدرّسو العربيّة عادةً، بل كنت أخبرت الطلّاب أهميّة اللهجات الأُخرى إلى جانب اللهجة الفُصحى وغذّيت معاجمهم وعرّفتهم على أنّ لغتهم وجدت لخدمتهم وتسهيل حياتهم التواصليّة. 

لا أُنكر أنّ تعلّم النّحو مهم لكن ليس بهذا الجمود ولا بهذا التّعقيد، فمن بين كلّ مائة طالب هناك طالب واحد يفهم القواعد، وهذا دليل وجود خلل فعليّ في طريقة تعاطينا معها. 

  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 2 شخص بتأييد الإجابة