كنت أتأمل أن تكتمل النصيحة لتكون؛ "امض سريعًا واكسر التقاليد وحاول أن لا تؤذي نفسك"، فالتغيير يمر بمراحل كثيرة أهمها عامل الوقت، وأن ما يأتي سريعًا يذهب سريعًا، وسأقدم لك عزيزي القارئ من وحي تجربتي في بيئة العمل تفسيرًا لسؤالك.
لمَ أصبح هذا المبدأ غير مجدٍ في بيئة العمل؟
منذ لحظة انطلاق شرارة الثورة الصناعية التي عصفت بكوكبنا كانت السرعة هي معيار النصر الذي يقاس وفقه معدل النجاح، فالتحرك السريع في بيئة عمل محددة مسبقًا والعمل على تحسينها وتطويرها على الدوام كان يعد الضمان الوحيد للاستمرار، لكن ومع مرور الوقت اكتسبت صفة المرونة معنى مغايرًا تمامًا، فالنجاح الآن يتطلب منك التحرك بوتيرة أبطأ خلافًا لما عهدناه على مدار العقود القليلة الماضية، فالتقاليد باتت جزءًا لا يتجزأ من منظومة العمل، لذا فإن تطبيق أي إجراء جديد يهدف إلى إخراج موظفيك من منطقة الراحة خاصتهم، يحتاج منك الكثير من التخطيط والعمل والوقت على حد سواء.
لكن، ما دورك كمدير يرغب بالنجاح؟
هناك الكثير من الأمور التي يجدر بك أخذها بعين الاعتبار كمدير يحمل فكرة ويرغب بتحقيق النجاح مع موظفيه، ففي البداية عليك بالتريث، فذلك سيتيح لك الوقت الكافي لدراسة بيئة العمل وموظفيك بطريقة أفضل، عندها يمكنك بناء أسس التفاعل الصحيحة معهم، فمنصبك كمدير لا يعني امتلاكك عصا سحرية تقلب روتينهم وأسس عملهم رأسًا على عقب، بل ستواجه الكثير من الموظفين الرافضين للتغيير وكسر منظومة عملهم التقليدية، عندها سيكون التدرج وسيلتك لتحقيق أهدافك، والتدرج في تلك الحالة بحاجة إلى وقت.
نصائح مهمة
- تريث وانطلق من مسافة آمنة مع الجميع.
- تدرب على التواصل الفاعل مع موظفيك.
- تعرّف على عادات موظفيك الجيدة ورسخها، وأكمل مشوارك كمدير بالبناء عليها.
- حاول البدء مع الموظفين الطموحين الذين لديهم قابلية للتغيير أفضل من غيرهم.
- تمتع بالمرونة والصبر لأنك ستصادف الكثير من الموظفين الذين يصعب إقناعهم.