الحب بلا زواج أم الزواج بلا حب ايهما أختار؟

2 إجابات
profile/مغيداء-التميمي
م.غيداء التميمي
مهندس مدني
.
١٧ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 تختلف ظروف الزواج أيام آبائنا وأجدادنا، عن أيامنا، وتختلف أيامهم عن أيام من سبقهم،في الماضي كانت العلاقة الزوجية علاقة أبدية، بحيث عندما يرتبط الزوج بزوجته، لم يفترقا إلا بالموت. بعكس ما نراه في العصر الحالي الذي نعيش فيه، حيث كل شيء فيه يتسم بالسرعة، و ما أن يتعرفا على بعضهما و يقتنعان بأنهما مناسبين لبعضهما، يتزوجان، و احتمالية أن يفترقا تكون مرتفعة مقارنة بمن سبقهم في الماضي. 
كانت الفتاة سابقا، لا تتعرف على الكثيرين، فما أن تقابل شخصا ما في مكان ما في زمن معين من حياتها،  تقع في حبه، وتنتظره  ليطلب منها أن تكون خطيبته، ثم ترتبط به وتتزوجه بهدف تكوين أسرة، وإنجاب الأولاد،  يتحملا المسؤولية ويتحدان مصاعب الحياة سويا، فتحارب معه من أجل الحب. 
كان هذا الانتظار من أجل حب غير مشروط، يحاربان ليبقيا معا، وينتصر حبهما وغالبا ما يكون ذلك في بداية مراهقتهما وفي رحلتهما في البحث عن السعادة المطلقة، وبالتالي الحب بينهما كان حبا مطلقا أيضا.  فحتى لو واجهتهما الصعاب، يكونان سعداء لأنهما سويا.
أما من أين أتتهم فكرة أنهما لن يفترقا حتى الموت، فقد كانت جملة رائجة منذ العصور الوسطى، أيام  كانت أوروبا تعاني من عصر الظلام، حيث انتشر الفقر والجهل والأمراض، وكانت معدلات أعمار الوفيات تتراوح ما بين الخامسة والثلاثين والأربعين عاما. وعندما كان يرتبط الشاب بالفتاة، يعلمان كلاهما أن الموت أمر محتم في سن صغير، بسبب وباء الكوليرا الذي كان سائدا في القرن السابع عشر، فأصبحت العادة بين أي شخصين يرتبطان عاطفيا ببعضهما، أن يعاهدان بعضهما على الحب حتى يفرقهما الموت، أي ان الحب في النهاية كان يكلل بالزواج رغم الطروف.
لنعود الى قصص زواج آبائنا وأجدادنا. جميع الفتيات امتلكن حلم أن يعشن قصة حب سندريلا للأمير الذي ينتهي بالزواج السعيد، وكما قلت سابقا، يرتبطان عاطفيا في عمر صغير نسبيا، وفي بداية مراهقتهما تحديدا، إلا أن الفتاة  تتزوج شخص مختلف تماما عن الشخص الذي كانت تحلم بالزواج منه لتكوين عائلة، ذلك بسبب اختيار والدها للزوج الذي يراه مناسبا لابنته. الأب يختار الزوج المناسب وفق معايير يحددها هو، ينظر إلى الشخص الراغب في الزواج من ابنته، يسأله عن حسبه ونسبه وماله ووظيفته و امتلاكه للمسكن وعمره  وغيرها من الأمور التي يراها مهمة لمصلحة ابنته العروس. 
وكأن مرحلة الحب مختلفة تماما عن مرحلة الارتباط الحقيقي بالزواج، وأنا شخصيا أشبه مرحلة الزواج  بالطريقة التقليدية هذه، بمرحلة  التجنيد الإجباري في الجيش، لأن الفتاة تفاجأ بزواجها من رجل غير الذي تحبه، فالشاب الذي تحبه لا تنطبق عليه المواصفات التي يراها الأب مناسبة رغم حبه لها، هو في مقتبل العمر، لم يبن مستقبله بعد، وليس قادرا على إسعاد عروسه من وجهة نظر أبيها، لذلك يتم تفضيل الرجل الناضج الجاهز القادر المقتدر ليكون زوجها.
كما أن الزواج في هذه الحالة يشبه التجنيد الإجباري في أمر آخر، هو أن الزواج عند الفتاة، أصبح مرتبطا بسن معين، إذا تعدته بدون زواج، يبدأ الناس والمجتمع والاهل في التكلم عنها بطريقة جارحة، ولومها، فتضطر الفتاة الى الزواج من أي رجل، ولو كان غير مناسبا لها، من أجل التخلص من كلام و إلحاح الاهل والآخرين عليها. فأصبح سن الزواج كسن التجنيد. يتزوجان دون عواطف، لأنها تأخرت عن نظيراتها من الفتيات في الزواج. وللأسف حتى اليوم، بعض المجتمعات الشرقية والتقليدية، وأخص بالذكر مدينتي الخليل في فلسطين، يتفاخرون بتزويج بناتهن في عمر صغير، ويرون الأمر على أنه ستر للفتاة و سعادة للأهل الذين يقومون بإقناع بناتهم أن الحب الحقيقي يأتي بعد الزواج.
 

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة
الحب بلا زواج افضل الحلول ، ما فائدة ان يجمعكم بيت ولا تتقبلان بعضكم ، البيت سكن وهدوء ولكن ان كان  حب بدون زواج فسيبقى هناك الامل والحلم