إلى أي مدى تعتقد بأن رسائل الإعلام الخفية تتحكم بنا؟

أن الصحافة والاعلام قد وجدت في الأساس لنشر الاخبار والتحري عن الاحداث المحلية والعالمية، و تنوعت و تطورت أساليب و تقنيات الاعلام منها الموثوق و منها المزيف طبعا, لكن حتى القنوات الإخبارية المعروفة قد تنقل لك جزء من الحقيقة لأنها في النهاية تتبع لبلد أو نظام معين, قناة الجزيرة مثلا والتي تعرف بأنها اضخم شبكة إخبارية عربية وقد توسعت لتصل للبلدان الغربية لكن هذه القناه تتبع للنظام القطري و هناك احتمالية بتأثر صحة اخبارها مع مصالح الدولة, و لا تختلف القنوات العالمية و الأكثر ضخامة مثل “فوكس نيوز”  الشبكة الإخبارية الامريكية و التي تعرف بمعاداتها للمسلمين و العرب و على كل ما هو غير امريكي جملة وتفصيلا, لكن هذه الشبكات أصبحت تشكل اقل خطورة في ظل تعدد الشبكات الأخرى الصغير و الكبيرة منها, لكن تبقى هناك مسؤولية على ناقل الخبر بتأكد من صحته و أيضا المتلقي بالرجوع الى مصدر هذا الخبر.

ان الرسائل الخفية حقيقة بالطبع وقد استخدمت أبان الحروب العالمية وهناك ما يعرف بــ  ” البروباغندا”  وهي نشر المعلومات ناقصة أو خاطئة لتأثير على أراء المتلقين و توجيههم واستخدمتها الحكومات في نشر الأفكار لتحريض الشعوب ضد بعضها, وهناك من استخدمها على شعبه لتسهل القرارات مثل زيادة الضرائب أو الاستعداد للحرب وأيضا زيادة الولاء للحاكم وغيرها الكثير.

يستحضر الى ذهني اخبار “الواتساب” التي تنتشر بين الناس أسرع من الضوء وطبعا قل ما تجد من يتأكد منا وهناك المئات ممن يتأثرون بها وفي اغلب الأحيان تأثر سلبي، لكن السؤال هنا “من ينشر كهذه رسائل؟ وما هي مصلحته من ذلك؟”، قد لا أستطيع اجابتك على هذه الأسئلة لكن الشيء الوحيد التي تفعله هذه الاخبار المتناقلة هي زيادة “الجهل الاجتماعي”، وهذه تعد مصيبة لأننا أمه أشبعت حروب وفقر والعلم وحده يستطيع انتشالنا من هكذا البيئة

عليك أن بقي في بالك أن الاعلام ليس فقط القنوات الإخبارية، بل ينطبق أيضا على مواقع التواصل الاجتماعي مثل "الواتساب" كما ذكرت لك وحتى الأغاني والأفلام فهو كل وسيلة تستعمل لارسال أي رسالة كانت، وعلى سيره الأفلام أدعوك لمشاهده فيلم “ The Social Dilemma” من انتاج سنة 2020 الموجود على شبكة "نتفلكس" والذي يوضح مدى تأثر سلوكيات البشر بشبكات التواصل الاجتماعي وكيف تعمل بعض الرسائل الخفية الموجودة على “فيسبوك” مثلا، الفلم يكشف حقائق مرعبة عن استخدام هذه المواقع لمشاعر البشر وتوجيههم وتعبئة أفكارهم لمن يدفع أكثر  وفي النهاية هي شركات تهتم فقط بالربح.