إذا أتيح لك أن تختار المكان الذي تعيش فيه قبل أن تولد، فماذا ستختار؟

1 إجابات
profile/بتول-المصري
بتول المصري
بكالوريوس في آداب اللغة الانجليزية (٢٠١٨-٢٠٢٠)
.
٢١ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
    تخيل لو أننا فعلًا بإمكاننا اختيار الدولة أو المكان الذي نريد قضاء حياتنا فيه، ألن يكون ذلك شديد الغرابة! على الأغلب أنك لن تتفق معي بالرأي حين أقول لك أن اختيارنا الشخصي لشيء بهذا الحجم سوف يجلب على حياتنا الكثير من الحسرات. أما إن كنت تسأل لماذا، فسأقول لك.     

     إن حدث معك أي حدث مأساوي في المستقبل سوف تلوم نفسك على اختيارك. إن قامت حرب في منطقتك دون غيرها من البلدان، سوف تلوم نفسك على اختيارك. أما إذا وجدت تلك الدولة بعد سنين عديدة قد بأت تنحدر ميزانيتها، وفش الاقتصاد، والسياسة، والتجارة والتعليم، فاحزر ماذا؟ سوف تلوم نفسك بالتأكيد. ولربما يكون هذا اللوم أكبر من طاقتك. ولربما تتسبب لنفسك بألم ومعاناة طول الحياة. أدري أنك ستقول أنك في بعض الأحيان تكره منطقتك وتتمنى لو أنك لم تخلق فيها، وأنها أيضًا ليست من اختيارك. لكن صدقني؛ سيختلف الأمر تمامًا إن قررت اختيار المكان بذاتك!

     ربما سببت لك الإحباط فاغفر لي، ودعني احدثك عن اختياري إن أصبح هذا الأمر حقيقة وأجبرنا على الاختيار.

     بالطبع، سوف أختار السويد. واتمنى أنها ستكون كما عهدتها إن عاد فينا الزمن، وإن مضت السنين حتى لا أشعر بذا التأنيب إن تخير الحال.

     لما السويد؟ دعني أحدثك القليل عنها. هي دولة اسكندنافية تقع في شمال أوروبا. يصل عدد سكانها إلى أقل من عشرة ملايين بقليل. وعادة ما تكون درجات الحرارة فيها منخفضة للغاية، ورغم انني لست من محبي هذه الأجواء، إلا أن مميزاتها الأخرى قد جعلتني أتغاضى عن هذه. 

     إن من أكثر ما يميز أفراد الشعب السويدي أنهم هادئون واعصابهم دائمًا ما تكون مسترخية، وإن هذا في الحقيقة يعني لي الكثير. حيث أنني من هذا النوع من الأشخاص. ثم إن السويديون معتادين على الطعام الصحي، فمهما بحثت في أطباقهم تجدها دائمًا مليئة بالعناصر المهمة والمتكاملة. غير أن اهتمامهم بالطعام يظهر باحتفالاتهم الوطنية والدينية، حيث تملأ الأطباق الموائد.

     ثم هنالك الأمور المشهورة الغير موجودة إلا بالسويد. فمثلًا هناك الفندق الثلجي الغريب، إنه حقًا فندق كامل مصنوع من الثلج!! ثم هناك محطات قطارات ستوكهولم الشهيرة، لطالما وددت لو أراها حقيقًة. 

     ربما ستعتبر هذه النقطة سخيفة بعض الشيء، إلا أنني من عشاق IKEA، وفي السويد سأجد متاجر أيكيا في كل مكان اتجه إليه!

     وبالطبع هنالك عادات أهل السويد الطيبة. فهم حريصون على الإلتزام بالوقت، والإلتزام بالنظام والدور حتى في أصغر المتاجر. وهم أيضًا شعب يحب الحياة، لذلك إن ساعات عملهم قليلة وتسمح لهم بعيش جزء كبير من اليوم في التنزه أو مع العائلة. وهم معتمون بالتعليم، ويحاولون جاهدين تحقيق المساواة بين الجنسين، وينبذون العنصرية بغض النظر عن نوعها.

     ما زالت هناك العديد من الأسباب التي يطول ذكرها، ولكن للآن؛ هل ترى معي إن كانت السويد حقًا تستحق أن نولد فيها؟

  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 5 شخص بتأييد الإجابة