أين كان اجتماع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في بداية الدعوة ولماذا

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١٣ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
- كان أول اجتماع لهم في ( دار الأرقم بن أبي الأرقم ) وبقوا يجتمعون به مدة الدعوة السرية وهي ثلاث سنوات.
- حيث كان صاحبها الأرقم من السابقين إلى الإسلام - فوضع بيته تحت تصرف النبي صلى الله عليه وسلم.

-وكان سبب اختيارها من قبل النبي صلى الله عليه وسلم:
1- أنها بعيدة عن أنظار قريش - حيث كانت على جبل الصفا.
2- لأن صاحبها لا يزال في بداية الشباب فقد أسلم الأرقم وهو في عمر السادسة عشر من عمره فلا يعقل أن تفكر قريش أن شاباً مثل هذا يجرؤا على أن يجعل من بيته مقراً لدعوة الإسلام !!

-وقد امتازت الدعوة السرية بمجموعة من القضايا التالية:
1- إنها كانت دعوة توحيد خالصة - حتى ترد الوثنية بكل أشكالها - ولم يكن منها من جانب التشريع بشيء، بل كانت متركزة على العقيدة والتوحيد فقط .

2- شملت المستضعفين الثقات من الناس - لأن عادة من يريد أن ينتصر لحزبه أو مذهبه أو جماعته يستنصر بذوي الجاه والمال والسلطان وأعالي القوم - فإن فشل نزل بعد ذلك إلى من هو دونهم من عامة الشعب.

فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يطرق أبواب عظام القوم في بداية الدعوة، وإنما طرق أبواب القلوب!! فكان يتحسس من الناس من يصلح للدعوة مهما كان.

3- شملت الدعوة السرية عرباً وعجماً، فكان صهيب الرومي وبلال الحبشي ممن يتلقون مع النبي صلى الله عليه وسلم في دار الأرقم بن أبي الأرقم.

4- كانت دعوة فردية ولم تكن دعوى جماعية.

5- كانت دعوة للتخلص من العصبيات الأسرية والقبلية ليكون الولاء لله وحده لا شريك له ، والنصرة لدينه وحده.

6- إن الفطر والعقل كانا السبيل لفهم هذه الدعوى فكان الإيمان إيمان عقل وفطرة سليمة.

7- كان عدد أفراد هذه الدعوة السرية (الأربعين رجلاً) انتقى النبي صلى الله عليه وسلم أنقى القلوب المخلصين ليكونوا معه أولي عزم والصفوة لهذا الدين العظيم!!

8- كانت دار الأرقم بادية وتهيئة لتأسيس العمل الجماعي.

9- لقد سمي الذين آمنوا بهذه الدعوة بالسابقين الأولين..

10- ومن حكمة سرية الدعوة اختيار الصف الأول والصفوة- حتى يكون الجو مناسب لتربيتهم تربية مباشرة لتعذر هذه التربية في جو قريش المعروف وقتها .

11- ومن حكم سرية الدعوة هو الخوف على هذه الدعوة من ضربها وسحقها وهي في بداياتها. إنه أمر من الله تعالى من حفظ الصفوة الأولى التي ستحمل هذا الدين فيما بعد .

13- تثبيت النبي صلى الله عليه وسلم - حيث يشعر بفئة ولو قليلة من حوله ويحملون نفس الهم والفكرة.

14- وكان من حرص النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون القرآن الكريم هو المنهج الذي يربى عليه أصحابه، وألا يختلط تعليمهم وتربيتهم بشيء من غير القرآن، وكانت قلوب الصحابة وأرواحهم تتفاعل مع القرآن وتنفعل به، فالقرآن له سر في تغيير القناعات بحيث يتحول الواحد منهم من إنسان ضائع تائه ليس له غاية في الوجود إلى إنسان جديد بقيمه ومشاعره، وأهدافه وسلوكه، وتطلعاته وأمنياته .

-  وبعد ذلك فقد أدرك الصحابة رضوان الله تعالى عليهم قيمة ما تعلموه في ـ في دار الأرقم ـ من التركيز على القرآن الكريم فقط في التربية والتعليم ، وذلك ليكونوا جاهزين ومتشوقين لتلقي الأوامر النبوية وتنفيذها فوراً، وهذا ما حصل فعلاً ، فكانوا إذا سمعوا أمراً من رسول الله صلى الله عليه وسلم قاموا بتنفيذه على الفور .