تقع مدينة زَبَطرَة في جنوب غرب تركيا، وهي إحدى محافظاتها ومركزها مدينة زَبَطرة، تبلغ مساحتها 8733 كيلو متر مربع، ويبلغ عدد سكانها قُرابة 500 ألف نسمة.
تتميز مدينة زَبَطرة بإرثها التاريخي الحاصل فيها، حيث كانت أحد المُدن التي اعتدى عليها البيزنطيّون في العهد العباسي بقيادة توفيل بن ميخائيل، حيث قتلوا أهلها وسبوا نساءها، وأسروا قُرابة ألف امرأة مسلمة، ومارسوا التعذيب حتى قطعوا آذان وأنوف الأسرى وسملوا أعينهم، وذلك عام 223 للهجرة، وكانت سبباً في اندلاع أشهر معارك تاريخ النصر الإسلامي معركة عمورية، التي انطلق الخليفة المعتصم بجيشه بعدما وصلت له صرخات امرأة هاشميَّة تنادي باسمه: (وامعتصماه....وامعتصماه).
سبب الهجوم البيزنطي على مدينة زَبَطرة
يعود سبب هجوم البيزنطيين (الروم) على مدينة زَبَطرة إلى رسالة كانت قد وصلت إلى ملك الروم آنذاك (توفيل بن ميخائيل) من القائد العسكري (بابك الخُرمي) الذي كان محاصراً في مدينة (البذَة) في أذربيجان جرّاء الفتوحات الإسلامية الحاصلة في زمن الخليفة العباسي الثامن المعتصم بالله بن هارون الرشيد، وكان هدف الرسالة محاولة لتخفيف العبء الحاصل من عدد وقوة جيش المسلمين على بابك الخُرمي وجيشه، وكان نص الرسالة الآتي:
(إن ملك العرب قد جهز إلي جمهور جيشه ولم يبق في أطراف بلاده من يحفظها، فإن كنت تريد الغنيمة فانهض سريعا إلى ما حولك من بلاده فخذها فإنك لا تجد أحدا يمانعك عنها).