أتوقع أن هذا يعتمد على كيفية برمجة عقلك الباطن، فالشغف كما قال باولو كويلو:" هو الإثارة التى يحدثها ما هو غير متوقع، هو الرغبة فى التصرف بورع، واليقين أننا سننجح فى تحقيق الحلم الذى طالما راودنا، يرسل الشغف إلينا إشارات لنهتدى بها فى حياتنا، ويجب أن نعرف كيف نفك رموز هذه الإشارات". فإذ ما نظرنا لهذه الإشارات ورموزها بشكل سلبي، سنبدأ بفقدانها في كل لحظة.
تخيل شخصًا ما ذو نزعة سلبية، يؤمن أن الجميع يغار منه، ويود الانقضاض على كلِّ منجز قام به، وأنهم يلاحقونه بنظرات الريبة والغيرة والمنافسة غير الشريفة؛ هل تتوقع أن يلازمه الشغف؟
أيضًا تخيّل شخصًا آخر، لا ينظم أهدافه، ويؤمن بنفسه لدرجة التكبر، ويعتقد أنه الأفضل؛ حتمًا سيقلُّ شغفه تجاه الأمور، لأن تكبٌّره ونرجسيته سينقصان من دافعيته ، لاعتقاده أنه الأفضل، فلا داعي لأن يدفع بنفسه لتطوير ذاته. فهل تتوقع أن يلازمه الشغف؟
وللتملص من المسؤولية يقوم هذان الشخصان بإلقاء اللوم والعتب أنهما لم ينجزا هذا الأمر لأنهما وجدا من يحبطهما أو أن شغفهما تبخّر بمجرد ذكره أمام الناس. كما يؤوّل بعض الناس كل أمورهم ونواميس حياتهم بوجود الحسد اللانهائي تجاههم، وهذا الأمر غير صحيح، فلو كان الأمر بهذه السهولة لأصاب الفقر أصحاب المليارات بسرعة مدهشة.
السر في أن يبقى الشغف متقِدًا هو عقلك فقط، والبرمجة التي تتبعها في توجيهه، وبالتالي لن تدع الأشخاص أو الظروف يحبطونك، بل كلما أحسست بأن هناك من يثني عزيمتك، قم وانتفض، ارفع من أسهم الطاقة الإيجابية لديك حتى تدفعك للتمرد على الشعور بالإثباط والإحباط والهزيمة، وُعد للحماس المتّقد من جديد. كما عليك أن تختر من تشاركهم شغفك من العقلاء والنصحاء والإيجابيين، ليزيدوا من اتقاد شعلة شغفك، وليرشدوك إلى الطريق السديد.
وحتى لا يتلاشى شغفك، عزّز من ذكائك العاطفي؛ برفع كفاءتك الشخصية، وكفاءتك الاجتماعية. وبهذا ستستطيع أن تعي أهمية تحقيق شغفك ذاتيًا لا لإرضاء الناس.
لمعرفة المزيد عن علاقة الشغف بالذكاء العاطفي؛ تابع الرابط التالي: