هل يوجد علاقة تربط بين فصيلة الدم السالبة وارتفاع احتمالية الإجهاض

1 إجابات
profile/د-عزالدين-أحمد-اسليم-الرواشده
د. عزالدين أحمد اسليم الرواشده
طبيب في مستشفى مدينة الحسين الطبية (٢٠٢٠-حالياً)
.
٠١ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
نعم بالطبع توجد ولكن الطب الحديث قد أصبح فادراص على التغلب عليها ولكن سأقوم بشرح الأمر بالتفصيل، وكيفية تسبب الفصيلة السالبة بذلك وسبب حدوث الإجهاض.

كما هو معروف أو فصائل الدم هي أربعة فصائل تسمى A،B،AB،O، و في حقيقة الأمر هذه التسميات ما هي إلا البروتينات التي تتواجد على أسطح الخلايا الحمراء، حيث أن فصيلة الدم A على سبيل المثال تحمل البروتين A وهكذا، وهذه البروتينات يتم القيام بتمييزها من قبل جهاز المناعة الذاتي لذلك عند التعرض لأي بروتين لا يتواجد بالدم الخاص بالشخص نفسه مثل نقل الدم من الفصيلة B إلى شخص من أصحاب الفصيلة A، سيؤدي لتحفيز جهاز المناعة للقيام بصناعة أجسام مضادة لها وهذه الأجسام المضادة تقوم بمهاجمة البروتين الغريب وتسبب ترسبه وتخثر الدم الأمر الذي قد يسبب إغلاق الأوعية الدموية في أعضاء حسحاة بالجسم، كما سيؤدي لرفع درجة الحرارة وغيرها من الأمور التي قد تكون قاتلة، ويجدر بالذكر أن فصيلة الدم O لا توجد بروتينات على سطحها على الإطلاق ولكن الأمر في الحقيقة عكس.

حيث تم اكتشاف أحد البروتينات على سطح هذه الخلايا يسمى العامل الريزوسي RH factor، ويتواجد هذا العامل فيما يقارب من 85% من الأفراد حول العالم، وتم اكتشاف أنه يقوم بتحفيز جهاز المناعة مثله مثل البروتينات التي تم ذكرها سابقاً ولكن التحسس منه يعتبر أقل من التحسس من باقي البروتينات التي تم ذكرها ويعتقد أن السبب في ذلك هو صغر حجمه بالمقارنة مع باقي البروتينات، وسيؤدي لنفس الأعراض ولكن بشكل أقل، ويصف هذا البروتين بتحاليل الدم بكلمة سالب أو موجب، بحيث أن سالب تعني عدم وجوده وموجب تعني أنه موجود.

والآن بعدما قمنا بفهم هذا لنتحدث عن كيفية تأثيره بالحمل، عند وجود أم سالبة أي لا تحتوي خلايا الدم الخاصة بها على العامل الريزوسي RH، وفي حال كون زوجها موجب العامل الريزوسي فقد يكون الجنين الخاص بهما إما سالباً أو موجباً، وإن كان سالباً فلا مشكلة في ذلك أما كون الجنين موجباً فهذا سيؤدي للمشكلة الآتية، ألا وهي توليد الأجسام المضادة عن الأم السالبة للعامل الريزوسي الموجب للجنين، حيث أنه في الأحمال لابد من تسلل بعض من دم الجنين بالأم، حتى وإن كان هذا الأمر مفصولاً بسبب تكوين المشيمة الذي يمنع اختلاط دمائهم ولكن يسمح بانتقال الغذاء فيه، وقد تكون كمية التسرب تقارب أو أقل من  1 مل من الدم، بحيث تكون هذه الكمية كافية لإنتاج الأجسام المضادة للعامل الريزوسي، فالأم سالبة لا تملك هذا النوع من البروتينات في جسدها، وقد يحدث هذا التسرب أثناء فصل الحبل السري عند الولادة أو بسبب مشكلات بالمشيمة أو خلال الولادة القيصرية، أو خلال إجراء بعض الفحوصات التي تتطلب استخدام الأدوات الطبية التي قد تسبب النزيف مثل سحب السائل الأمنيوني المحيط بالجنين للدراسة وغيرها الكثير.

ولكن لحسن الحظ الجنين الأول لا يتضرر وذلك لأن الأجسام المضادة التي يتم تصنيعها للقضاء على البروتين الغريب في البداية تكون كبيرة الحجم وتسمى IGM وحجمها لا يسمح لها بالمرور عبر المشيمة للذهاب لدم الجنين، ولكن بعد ولادة الجنين يقوم الجسم بصناعة أجسام مضادة تسمى IGG وهي صغيرة الحجم وقادرة على اختراق المشيمة، وبالتالي إن تم الحمل بطفل آخر موجب فصيلة الدم، ستقوم هذه الأجسام المضادة بالعبور للجنين مما يؤدي لتخثر الأوعية الدموية لديه وبما أنه قد التكوين والأوعية الدموية الخاصة به حساسة فإن تخثرها سيؤدي لعدم وصول الدم لأعضاء حساسة مما سيوقف التطور ويؤدي لقتل الجنين رويداً رويداً حتى يتم الإجهاض ويعتمد ذلك على مدى الأجسام المضادة التي تم تكوينها وفي كل حمل بعد ذلك يكون به الجنين موجباً تكون الأعراض أقوى وأسرع بالتفاعل والإجهاض أبكر من الأحمال السابقة.

ولمنع حدوث ذلك كان لابد من القيام بتطوير علاج لحساسة الجسم للبروتين الغريب، وهنا تم القيام بصنع الأجسام المضادة بشكل خارجي، فبدل تعرف الجسم على البروتين الغريب والتحسس منه وإنتاج الأجسام المضادة، فإن القيام بحقن الحامل بها خارجياً يقضي على البروتين الغريب قبل تعرف الجسم عليه وبهذا نمنعه من القيام بصناعتها ونحمي الأحمال المستقبلية، ويتم حقن الحامل بها في الأسبوع 28 وعند الولادة حيث تعتبر هذه الأوقات هي أكثر الأوقات التي يكون فيها دم الأم والجنين عرضة للالتقاء.

ويمكنك القراءة عن أحد الأسئلة المشابهة الذي يتكلم عن علاقة فصيلة الدم بين الرجل والمرأة والإجهاض من خلال القيام بالنقر على الرابط التالي

المصادر المرجعية المستخدمة بالإجابة: