لم تتعرض شبكة بتكوين للاختراق قط.
يتعلق هذا الأمر بالتقنية الكامنة وراء بلوكتشين. إذ يجري التحقق من جميع معاملات بتكوين وتسجيلها على الملأ. بما أن بتكوين لا مركزية (يعني هذا عدم وجود شخص واحد أو منظمة تسيطر عليها)، فإن الوصلات الشبكية تعيد النظر في كل صفقة جديدة. لذلك، وعلى سبيل الذكر، إذا حاول شخص ما إنشاء صفقة مزيفة، فإن الشبكة سترفضها لعدم وجود سجل مسبق لوجود العملة المعماة.
قوة النظام الأمني مرتبطة بقوة أضعف حلقاته
يتمثل عمل المخترقين بالعثور على أضعف حلقة واستغلالها. نظرًا إلى أن شبكة بتكوين لا مركزية، فلا توجد حلقة واحدة أضعف لاختراقها.
لا يمكننا أن نجزم بما سيحدث في المستقبل، إذ يطور المخترقون تقنيات جديدة باستمرار. ولا يُنظر إلى المخترقين الأفراد أو حتى المجموعات الصغيرة كتهديد رئيسي –لأنهم لا يمتلكون الموارد المطلوبة اللازمة لحصولهم على فرصة اختراق أمن بيتكوين. فذلك يتطلب جهدًا منسقًا من دولة قومية أو منظمة كبيرة ليشكل التهديد خطرًا جسيمًا.
وجدير بالذكر أن شبكة بتكوين في تطور مستمر، فما يفتئ مجتمع بتكوين يدرس سبل تحسينها وجعلها أكثر أمنا. على سبيل المثال، بحلول الوقت الذي يتمكن فيه المخترقون من العثور على عيوب في الخوارزميات المستخدمة في بتكوين، يجري تطوير خوارزميات جديدة وتنفيذها.
وهناك مفهوم خاطئ يتعلق بكون بتكوين رقمية وغير موجودة ماديًا، وهو أنه من الممكن عمل المزيد من النسخ، بنفس الطريقة التي يمكنك بها عمل نسخ من مستند وورد. إذ ساهمت بدائل بيتكوين في إحداث ذلك الارتباك، بيد أن ذلك عارٍ عن الصحة.
إحدى الطرق للتفكير بهذا الشأن هو تخيل عمل فني ثمين، مثل لوحة دوار الشمس لفينسنت فان غوخ.
يُقدر ثمن اللوحة بالملايين، فإذا صنع شخص ما نسخة تبدو مثل الأصلية، هل سيكون لها نفس القيمة؟ بالطبع لا، يمكنك شراء نسخة من لوحة دوار الشمس مقابل ثمن زهيد. يتمحور الأمر برمته حول العرض والطلب والندرة.
إذ إن حقيقة عدم وجود سوى لوحة دوارالشمس واحدة حقيقية، والتي رسمها فان غوخ وبكل تاريخه وأهميته الثقافية، هي ما يمنحها قيمتها. ويصدق القول ذاته على العملة المعماة. نعم، يمكن لأي شخص أن يبتكر نسخته الخاصة من بيتكوين باستخدام الرموز مفتوحة المصدر. ولكن هذا لا يعني أن لها نفس القيمة.
تستند قيمة بيتكوين إلى ندرتها (ولن يكون هناك سوى 21 مليون بيتكوين، مع تعدين ما يزيد عن 17 مليون حتى الآن) والطلب عليها والثقة المبنية على مدى ما يقرب عقد من الزمان.
89 مشاهدة
