تُعد زراعة الكبد خيارًا للأشخاص الذين يعانون من فشل الكبد في المرحلة النهائية والذي لا يمكن السيطرة عليه باستخدام علاجات أخرى، أو لبعض الأشخاص المصابين بأنواع معينة من سرطان الكبد. يمكن تصنيف فشل الكبد على أنه فشل كبدي حاد (يحدث بسرعة، في غضون أسابيع) أو فشل كبدي مزمن (يحدث ببطء على مدى شهور وسنوات). تشمل الأسباب الرئيسية لفشل الكبد العدوى الفيروسية مثل التهاب الكبد C، تليف الكبد، سرطان الكبد في المراحل المبكرة، داء ترسب الأصبغة الدموية، تليف الكبد الصفراوي الأولي، التهاب الأقنية الصفراوية المصلب الأولي، مرض ويلسون، مرض الكبد الكحولي، مرض الكبد الدهني غير الكحولي، القناة الصفراوية رتق والتليف الكيسي.
يتم إجراء نسبة صغيرة من عمليات زرع الكبد سنويًّا باستخدام جزء من كبد سليم من متبرع حي. التبرع الحي ممكن لأن الكبد هو العضو الوحيد الذي يمكنه تجديد نفسه. قد يكون الشخص البالغ قادرًا على التبرع بجزء من كبده لطفل أو شخص بالغ آخر. يلاحظ المركز الطبي بجامعة بيتسبرغ (UPMC) أن عمليات زراعة الكبد من شخص بالغ إلى طفل من متبرع حي قد ساعدت في تقليل وفيات قائمة الانتظار، مما أعطى فرصة ثانية في الحياة للأطفال المحتاجين إلى الزراعة. نظرًا لأن عدد المرضى الذين ينتظرون متبرعًا بالكبد يتجاوز عدد المتبرعين المتوفين، فإن التبرع بالكبد الحي - مثل الكثير من التبرع بالكلى الحية - يوفر بديلاً عن انتظار توفر عضو متبرع متوفى. قد يساعد تلقي الزرع مبكرًا المريض على تجنب المضاعفات الصحية الإضافية التي قد تحدث أثناء الانتظار. ينمو كبد المتبرع الحي بشكل تام في غضون 4 أشهر ويستعيد وظيفته الكاملة في نهاية الأمر. الجزء المتبرع به يفعل الشيء نفسه بالنسبة للمتلقي. يمكن أيضًا تقسيم كبد من متبرع متوفى إلى مستلمين اثنين.
بعد زراعة الكبد، يمكن للمستلمين البقاء في وحدة العناية المركزة لبضعة أيام وقضاء 5-10 أيام إضافية في المستشفى. يختلف وقت استرداد المريض لعافيته في المنزل لكل شخص، ويمكن استئناف أنشطة بسيطة من الحياة اليومية في غضون أسبوع. يمكن استرجاع الكبد لوظائفه الطبيعية بعد شهر تقريبًا، ويتضاعف الجزء المتبقي من الكبد لاسترجاع الكتلة والحجم الأصلي بعد عام من التبرع. وبالرغم من ذلك لا يمكنك التبرع بالكبد أكثر من مرة لعدة أسباب، أهمها:
1. صعوبة العملية: يمكن الحصول على جزء من الكبد يتم بفتح البطن فتحة كبيرة لفصل القنوات المرارية والأوعية الدموية المتصلة به ثم استخراجه. تستغرق العملية عدة ساعات، ولها العديد من المخاطر، وتعد من العمليات الكبرى حيث يفقد بها الجسم كميات كبيرة من الدم. وتنتج ندبة كبيرة وتحتاج لوقت طويل نوعًا ما للالتئام التام.
يحاول الأطباء في الوقت الحالي محاولات تجريبية لاستئصال الكبد باستخدام المنظار، لكن لم تُعتمد بعد للتنفيذ ضمن نطاق واسع.
2. طبيعة الجزء المجدد: تعتمد فكرة التبرع بالكبد على وجود تشابه ما بين جسم المتبرع والمريض فسيولوجيًا وتشريحيًا للتمكن من استئصال الكبد أو جزء منه، ثم زراعته داخل جسم المريض ليأخذ نفس مكان الكبد التالف. وعند تجدد النسيج الكبدي للمتبرع، سينمو الجزء الجديد عشوائيًا، فيستعيد الكبد كتلته وحجمه، لكن الجزء العشوائي الجديد لا يشبه الجزء الأصلي وظيفيًا وتشريحيًّا. سيحصل الشخص على نصف كبد مرتين بحجم كبير، فلن تنمو القنوات والأوعية الرئيسة المثبتة من خلال عملية الزرع بالطريقة الاعتيادية.
المراجع:
https://www.hepmag.com/article/meet-rare-living-donors-whove-donated-organs-twice https://www.advisory.com/en/daily-briefing/2019/11/06/organ-donors https://healthblog.uofmhealth.org/wellness-prevention/how-does-living-liver-donation-work-6-things-to-know https://www.donatelife.net/types-of-donation/liver-donation/#:~:text=Living%20donation%20is%20possible%20because,a%20child%20or%20another%20adult.&text=The%20donated%20portion%20does%20the,and%20transplanted%20into%202%20recipients