قد تجد الأمر غريباً عند التفكير به, ولكن فكِّر معي, ألم تتغير نظرتك لبعض الأشياء التي كنت تظن بأنها تبدو منطقية فيما مضى؟
الأمر سيام في هذا النطاق أيضا, قد ترسم خطة معينة لحياتك ثم تستيقظ يوماً ما لتقرر بأنه ليس هذا ما تود أن تقوم به طول حياتك
هناك أناس يملون بسرعة من الشيء الذي يقومون به, ولا يتحملون فكرة القيام بنفس الشيء لفترات طويلة من الوقت (بغض النظر عن التسلق في السلم الوظيفي)
عوامل أخرى قد تؤثر في الموضوع, مثل وضع السوق, ومتطلباته في الوقت الحالي, وقد يختلف هذا الأمر من سنة لأخرى, فما بالك في الخمس أو الأربع سنوات التي تقضيها في الجامعة
بالإضافة إلى الفجوة العملاقة ما بين التخصص المدروس والتطبيق العملي المطبق في السوق, قد يدرس البعض تخصصاً لأنهم يحبون هذا الموضوع أو مهتمون به, ولكن الحال في سوق العمل يختلف تماماً عن ذلك
العامل الاقنصادي مهم أيضاً في هذه الحالة, الثبات الوظيفي ضمن هذه الظروف الاقتصادية وتزايد أعداد الخريجين, أصبح من الصعب أن تضمن حصولك على وظيفة ثابتة في تخصصك لمدة من الزمن, بالمقابل يفضل أن تكتسب عددا أكبر من الخبرات والمهارات وأن تطور من نفسك
كيف يمكن أن تقوم بذلك؟
في العادة يقوم الناس بالعمل في تخصصات تحتوي روابط معينة وحلقات وصل
أو أعمال تتطلب مهارات معينة يمتلكها الشخص, أو مواهب معينة
بدايةً, يجب عليك أن تقوم بوضع هدف أو قرار بالشيء الذي تسمو له, أو الهدف لك, ما الذي يهمك أو ما الذي تريد أن تحصل عليه من هذا التغيير (يفضل أن لا يكون المردود المادي هو جوابك الوحيد)
حدد مهارات وما تريده, وما الذي تريد أن تركز عليه من مهارات وأسلوب عمل يناسبك
عند التقديم لوظائف في خارج تخصصك وأنت تعرف بأنك لا تمتلك الخلفية الكافية أو المناسبة للقيام بذلك عليك أن تبرهن بطريقة ما مقدار ذكائك أو جديتك في العمل, وقد يبدأ ذلك كمتدرب في بيئة العمل, وحتى إن لم يكن مكان العمل المبدئي مثالياً, حاول أن تستفيد من كل تجربة, لا تجربة تساوي صفر
تعرف على ما يفعله الجميع وحاول تقديم المساعدة إن أمكن واسأل قدر المستطاع (حاول اختيار الوقت المناسب والشخص المناسب لذلك, لا تريد أن تبدو كشخص مزعج)
وعندما تشعر بأنه لا يوجد ما يمكن أن تتعلمه في هذا المكان, اذهب إلى مكان آخر, أنت لا زلت في مرحلة التعلم ولا تبحث عن وظيفة ثابتة في الوقت لاحالي, تذكر هدفك
حاول استعمال ماضيك في الحاضر أو المستقبل, كما ذكرت سابقاً لا تجربة تساوي صفر, أي لا بد من أن تستعمل شيئا من الذي تعلمته من تخصصك في عملك الحالي, على الأقل تساعدك على فهم ما يجري وتحليله بطريقة أفضل أو أشمل