هل يمكن أن يكون الإلحاح في الدعاء صورة من صور الاعتراض على القدر أم أنه أمر مستحب

1 إجابات
profile/ياسمين-عفانه
ياسمين عفانه
بكالوريوس في الشريعة والدراسات الإسلامية (٢٠١٢-٢٠١٦)
.
١٩ ديسمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
دعني أبدأ الإجابة في قول الله تعالى:" وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ" سورة غافر/60 . حيث أن في هذه الآية تبين لكون الدعاء عبادة عظيمة، يحث الله عباده على القيام بها. 

وقد ورد عن النعمان بن بشير رضي الله عنه، عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:" الدعاء هو عبادة، قال ربكم (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ). 

هذا وإن الإلحاح في الدعاء أمر يحبه الله من عباده ويرضاه، وليس فيه اعتراض على القدر، بل هو إصرار على بلوغ المراد ضمن الأسباب المشروعة ، والدعاء أحد هذه الأسباب ، فهو من قضاء الله وقدره ، وهو علامة العبودية ، وأمارة الإيمان.  

وقد ورد عن ابن القيم  في كتاب الجواب الكافي القول التالي:" ومن أنفع الأدوية، الإلحاح في الدعاء". 

وسأنقل لك دليلاً آخر على استحباب الإلحاح في الدعاء، فعن أبي هريرة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:" يستجاب لأحدكم ما لم يعجل: يقول دعوت فلم يستجب لي". وقد قال الحافظ ابن حجر في شرح الحديث، أن فيه أدباً من آداب الدعاء، وهو أن يلازم الداعي الطلب، ولا ييأس من إجابة الله له، لما في ذلك انقياداً، واستسلاماً، افتقاراً لله سبحانه. 

هذا ولا تنس أن للدعاء شروطاً يجب تحققها، وهي: قوة الإيمان وحسن العبادة، أي بالتقرب لله بالعبادة، وعدم استعجال الإجابة، فنحن نسأل الله ما نظنه خيراً لنا، وهو يعطينا الأفضل لواسع علمه بحالنا، ومن الشروط أيضاُ، الخشوع والتأني أثناء الدعاء، أي يجب أن يكون قلبك حاضراُ أثناء سؤالك لله، لا غافلاً تفكر بأمور أخرى. 

ودعني أذكرك أنه إذا ألححت في الدعاء ولم يستجب لك الله، خصوصاُ إذا كان في أمرٍ دنيوي، فقد لا يكون فيه خيرٌ لنا، فالله يختار لعباده ما هو خير لهم. 

 

المصادر 

إسلام ويب

إسلام سؤال وجواب